Friday, January 02, 2009

يا وابور الساعه 12

ما صدقش نفسه ان النهارده ما وراهوش حاجه خالص ، أجازه من كل الاماكن اللي بيشتغل فيها في صدفه نادره لم تحدث منذ عام ونصف تقريبا

صحي رايق جدا ، نايم كويس وما فيش حد في البيت فطر وعمل لنفسه فنجان قهوه وشربه بروقان من بتوع زمان وسعيد جدا أنه ما وراهوش حاجه

نزل رايق وطلع علي الموقف في ميدان الحدايق يركب ميكروباص يروح علي بيت والدته في المطريه ، ماشي رايق والدنيا بتمطر مطره خفيفه كملت الحاله الرومانسيه اللي هو فيها ، قال لنفسه ( عنب ) هو ده المطلوب ولع سجاره بمنتهي الروقان ووقف ع المحطه مستني ميكروباص ن ركب وقعد في مكانه المفضل جنب الشباك ورا ، فتح الشباك رغم البرد ورغم ضيق اللي المواطن السقعان اللي جنبه

إحساس مختلف حاسس انه خفيف جدا ، كل حاجه حلوه حتي العشوائيات االي الميكروباص ماشي فيها ، سواق الميكروباص استندل واول ما الميكروباص فضي وما فضيلش فيه حد تقريبا قاله معلش يا استاذ هلف وارجع من هنا كملها مشي دي حته صغيره

نزل رايق وما زعقش للسواق ،قعد يبص يمين وشمال يحاول يفهم هو فين بالظبط عشان يحدد اتجاهاته اول مره يركب الميكروباص ، عاده بياخد المترو اللي بيوصله من سكه تانيه ، إضطر يسأل عشان يحدد اتجاهه ، عرف السكه وكمل مشي

الدنيا اتغيرت خالص ، بقاله عشر سنين مثلا ما مشيش من السكه دي ، عارف ان قليلين جدا اللي بيمشوا منها ،او اللي عارفين ان في سكه مباشره بتربط ما بين مسطرد وميدان المسله ، إفتكر إفيه محمد سعد _أيه اللي ودي القلعه جنب البحر

أدي سنه بتخلص وسنه بتبتدي ، كانهم سنتين قال لنفسه هما فعلا سنتين غير بعض خالص ، االي يشوف أول سته اشهر ، ما لهمش أي علاقه بالسته التانين

أول مره يصدق الكلام بتاع ان الدنيا قلابه ، سلبا او ايجابا ، ممكن تبقي ضدك وبعدين تبقي معاك ووممكن تبقي العكس ، بس عموما حس ان العالم واسع جدا ، مش ضيق زي ما كان شايفه من شويه

راح محطه مصر بعد ما خلص مشوار والدته ، عشان يحجز تذاكر للبلد ،شباك التذاكر علي رصيف 11 ، عدي من النفق ،وافتكر ايام ما كان بينط من علي الرصيف يعدي ، بلا نفق بلا بتاع ، وصل الرصيف لقي كردون عساكر امن مركز ي، ممنوع ياأستاذ ، يا سيدي انا رايح شباك الحجز ، قالوله لف من بره ن لف من بره بس بعد ما عرف ان الكردون ده لن القطر اللي واقف بينزل مساجين مترحلين من سجون في اماكن بعيده ن بعد ما قطع التذاكر وقف جنب كرودن الامن يتفرج ، ما شافش ولا واحد مسجون ، شاف بس الشنط والمخالي (شل ) وحاجات كتير ما فهمش هي ايه ، فضل واقف يتفرج بتاع عشر دقايق ، جنانه الزايد عن الحد احيانا صور له ان هذه الخبره قد تكون أعظم خبره في الوجود ، انك تترحل في قطر مع المساجين ، اكيد خبره خرافيه ، تخيل قطر ماشي بيكوا ع الاقل يومين تلاته ، مساجين في بعض ما فيكوش غريب غير السجان اللي هو غالبا بقي واحد منكم ، او بقيتوا نصين مكملين لبعض ، ما تعرفوش تعيشوا من غير بعض ، السجان لو سجايره خلصت هياخد من المسجون سجاره ، لو اغنيه حلوه شغاله في راديو هيسمعوها سوا ، لو القطر هدي جنب بنت حلوه ماشيه هيحسوا بنفس الإحساس ، خياله اكدله ان اكتر واحد عارف اسرار السجان هو المسجون ، وخلاه يفكر ان السجان مسجون هو التاني ويمكن مسجون اكتر من المسجون جايز

انتبه ان حبه للقطر جايز يكون هو اللي صورله ان الخبره دي أكيد خبره مميز ه ، بشكل عابر افتكر انه المفروض يكتب عن القطورات ومحطه مصر ن وافتكر انه من سنه ونص كان عنده مشروع تدوينه عن الموضوع ده ، كان اسمها (يا وابور الساعه 12) وافتكر انه مش هيعرف يكتب الموضوع ده أبدا لأنه مش عارف ينقل الحاله اللي بيحس بيها في محطه مصر ولا في القطورات ، عدي في ذهنه بسرعه مشاهد كتيره ، من أول مره ركب فيها القطر وهو مسحور بهذا الكائن الخرافي اللي ما فيش حاجه بتقف قصاده ، بلدهم بعيده جدا وايامهم كان السفر بيبقي 16 ساعه ، زمن ومسافه كبيره جدا علي طفل عمره اربع سنين وخمس سنين وست سنين ، وبعدين تبتدي تتعود ، ويبتدي هو كمان ياخدها في وقت اقل لأن الدنيا بتطور، وبعد ما كنت بتقعد السته عشر ساعه بتعد عواميد النور اللي في السكه او تستني القطر يقرب من مدينه او مركز كبير عشان تلاقي اي انوار تأكدلك ن في ناس عايشين وبيتنفسوا بره القطر وحوالين القضبان ، ويفتكر طلوع النهار بعد ليل طويل ، زمان كان النهار بيطلع والقطر لسه في اسيوط ، دلوقتي بيطلع وانت بتجهز شنطتك عشان تنزل ، افتكر قطر الدرجه التالته والدرجه التانيه والدرجه الاولي ،افتكر اما ركب قطر درجه تالته تحت الصفر ونشف من البرد وفضل واقف لغايه المنيا ن ولعن سلسفيل ام العند اللي خلاه عمل في نفسه كده

إفتكر انه النهارده رايق