Saturday, January 23, 2010

جئت فقط لأتحدث في التليفون

أحمل للعام 2009 الكثير من التقدير والذكريات الطيبه والتي علي رأسها أطياف الحريه ونسائمها التي عادت تلوح مجددا ، في العام الماضي بدأت أشعر أنني سأعود عن قريب حراً طليقا

عارفين ساعات كتير بفكر ان ما فيش حد شجاع وحد جبان ، الناس بتتولد زي بعض والفكرتين بيبقوا قدامنا كلنا ،واحنا ماشيين في السكه بندي الفرصه لواحده منهم تكبر جوانا ، الموضوع عامل زي أيه زي اما بتبقي اول مره شايف مظاهره الامن محاوطها ونفسك تعدي وتدخلها وبتقعد متردد خمس دقايق أحاول ادخل ولا ما احاولش ، طاب لو اتمسكت طاب لو اتضربت ، لغايه ما بتحسم الموضوع وتدخل بأي طريقه ، وتكتشف ان الموضوع عادي ،لا دخولك معناه انك شجاع ، ولا عدم دخولك معناه انك جبان إنت شجاع في نظر ناس تانيه ترددوا في القفز أو الدخول ، لكن إجمالا اللي عايز اقوله ان الفكرتين موجودتين واللي بنشوفه أشجع الشجعان النهارده ممكن نلاقيه في موقف تاني خايف أو متردد أو ضعيف ولكن الاكيد ان عواقب الشجاعه أقل ضررا بكثير من عواقب الخوف

راضي عن السنه اللي فاتت لأني رجعت تاني أتفاعل مع الحياه بروح سن العشرين ،من غير حسابات معقده ولا فلسفه وكانت التجربه مفيده رجعت تاني اروح الاستاد في ماتش الاسماعيلي والاتصالات وكنت حالف يومها لو الاهلي اتغلب في اسكندريه من حرس الحدود لاطلع مع جمهور الاسماعيلي احتفل معاهم في الاسماعيله بالدوري بس ماحصلش نصيب ورجعت من الاستاد دراعي مكسور صحيح بس مبسوط

حضور حفله الشاب خالد كان من الحاجات المهمه جدا اللي عملتها السنه اللي فاتت ويمكن من اهم الحاجات اللي عملتها في حياتي علي فكره ،لأن اللي شفته يومها كان مثار تأمل طويل

لما وصلنا الحفله أنا سبت صحابي ودخلت في قلب الزحام المزدحم في محاوله فاشله للاقتراب من الشاب خالد ، ما كانش فيه فرصه طبعا لأن الحشود كان من الصعب اختراقها إلي النهايه ،المهم وصلت مكان مش بطال واستقريت فيه وخلاص ، المكان اللي وقفت فيه كان علي بعد أربعه متر من العيال الجزائريين اللي حضروا الحفله ماشي ، ودول رافعين علم الجزائر وقاعدين يهتفوا والجمهور بتاعنا قاعد يشتمهم ، خلوا بالكم ان الحفله كانت قبل ماتش القاهره بيومين بالظبط ،ظهر الشاب خالد من هنا والاقيلك آلاف مؤلفه قاعده تهتف ضد الجزائر والشاب خالد ،ودي كانت صدمه الصدمات بالنسبه لي ، انارايح اسمع مزيكا مش رايح اصفي حسابات كوره ،حسيت ان في حاجه كبيره غلط في البلد وان معركه الكوره هتنقل في حته تانيه واتصلت بهاني درويش في نص الحفله وقلت له اني مش مصدق اللي بيحصل والجمهور ده كله جاي ليه أصلا مش ممكن يكون جاي يسمع مزيكا

لفت نظري أيه بقي في الحفله ؟

العيال الجزائريين ما هابوش الموقف

من أول لحظه لغايه آخر الحفله والجمهوربتاعنا بيهتف ضدهم ودول بيردوا عليهم رغم انهم كلهم علي بعض خمستاشر واحد

كانت أسئله كتير جوايا عن اللي بيحصل بس كان اهمها بالنسبه لي هو هل تفتكروا ان العكس كان ممكن يحصل ، بمعني ان لو الحفله في الجزاير ولافي حته تانيه ممكن نلاقي خمستاشر شاب مصري واقفين كده بيتحدوا آلاف بتهتف ضدهم ؟

الإجابه عن السؤال ما تأخرتش يادوبك يومين وطلعت قصه الماتش الفاصل بتاع السودان وكان الدرس المعتبر ، مش درس في الكوره طبعا ، لأ درس في كيف يفكر المصريون حاليا حكومه وشعبا

يوم ما كسبنااتنين صفر واتعرف اننا هنطلع ع السودان قضيناها كلام جرايد إن مصر كلها طالعه ورا الفريق ،والحقيقه طبعا كلكم شفتوها ، أنا قابلت خمسين واحد هنا قالي انه طالع عالسودان ، وماراحش منهم ولا واحد

علي الناحيه التانيه والله العظيم ،عيال صحابي جزائريين عايشين في فرنسا وبلجيكا ، بعد ما ماتش القاهره خلص بساعتين كانوا حجزوا طيران وع الخرطوم عدل ، ولا استنوا بابا وماما يحطولهم الاكل في بقهم ، ولا استنوا اتوبيسات الحزب الوطني الجزائري

وكانت رساله الشاب خالد ورساله أصدقائي الجزائريين من اهم الرسائل التي تسلمتها ما حييت

تصبحوا علي خير

Wednesday, January 13, 2010

حواديت

كان حماده سلومه أحد أساطير مصر والسودان ، بخفه ظله اللامسبوقه وفشله الدراسي المتكرر وشلل الأطفال الذي أصابه في سن مبكر ثم شفٌي منه في سن الشباب ، وبتوليه رعايتنا جميعا كأطفال أصغر منه في السن بسبب هجر أقرانه له بفعل إخفاقاته الدراسيه أصبح سلومه أبا روحيا لنا والمسؤول عن إفساد أخلاقنا جميعا بما امتلكه من معرفه واسعه بكل ما هو محرم وممنوع علينا كأطفال
إمتي اتعرفت عليه مش فاكر بالظبط كل اللي فاكره إن حضرته وهو في تالته اعدادي ( كان عمره وقتها 19 سنه ) كان بيجي عندنا البيت عشان محمد قناوي يذاكر له ، ومن هنا ابتدت علاقتي بيه تتوطدرغم فرق السن ما بيننا كان عمري وقتها اتناشر سنه وابتديت ادخل عالمه العجيب ، كان بييجي قبل معاد الدرس بشويه يركن العكازين علي جنب ويلعب معنا كوره يقف حارس مرمي طبعا لأنه ما كانش يقدر يجري بس كان حارس موهوب جدا
في يوم من الايام شارك حماده في بطوله جري للمعوقين في الاستاد ،رجع آخر اليوم ومعاه كأس المركز الاول واستقبله الشارع استقبال الفاتحين ، واحنا واقفين ع الناصيه بالليل قبل بقيه العيال ما تنزل سألته عملتها ازاي يا حماده ، قالي يا سيدي هي المسابقه ابتدت من هنا وانا اقعدت اجري بالعكازين ويا دوبك خمسين متر ما بقيتش قادر اخد نفسي ، لقيت عربيه الإسعاف اللي بتجري قدام المتسابقين قدامي

رحت شاورت لهم يقفولي لأني تعبت ورحت راكب معاهم ،وقبل نهايه السبق بعشرين متر رحت نازل ومكمل من غير ما حد ياخد باله وكسبت وراحوا مديني الجايزه ، ولقيتلك الإذاعه جايه تسجل معايا ، وتهدي الفوز ده لمين يا حماده ؟ قلتهلم أهدي الفوز ده لبابا وماما وخالوا سيد وماما سوزان وعمو هههههههه

هكذد كان حماده خفيف الظل إلي حد غير مسبوق ، نسيت أقول لكم أن ملامحه كانت كوميديه جدا وأضف لذلك إنه كان أصلع من سن مبكر جدا ، علاء ابن عمي لما كنا نروح نلعب كوره في الميريلاند أو مدرسه القوميه في الحدائق ، لما ينفرد بكوره قصاد حماده يلاقي نفسه بيضحك فاجأه والكوره تضيع منه

كان خير أستاذ ومعلم ، علي أيد حضرته تعلمنا كل مفردات القاموس الجنسي الذي لم نكن نعلم عنه شيئا ، وما يتبع ذلك ، الذاكره تحمل له الكثير من الذكريات السعيده جدا،ذكريات يوم الخميس بالليل والوقوف ع الناصيه ومعاكساتهم للرايحه والجايه

فضلت العلاقات مستمره لمده خمس ست سنين بعد ماعزلنا قبل ان يبدأ التباعد التدريجي الطبيعي جدا لتنتهي العلاقه وتبقي ذكراها الطيبه

في ساته ابتدائي عملوا منتخب المدرسه وكان كله من فصل ساته تاني إللي هو الفصل بتاعي ، فصلنا كان اميز فصول المدرسه بقياده العبد لله قبل ان يتحول إلي تلميذ ضال ههههه، كنا نلاقي الإعجاب من المدرسين في كل ما نقوم به، واخوكم كان المسؤول عن كله ، الإذاعه المدرسيه ،طابور الصباح ، ، فريق الكوره ،تأديه القسم وتحيه العلم ماكانش فاضل غير فرقه الزهرات والباليه ، المهم في أول ماتش رحنا نلاعب مدرسه المؤسسه في دوري القاهره ، هو بصراحه كان أول ماتش وآخر ماتش ، يادوب الماتش ابتدي من هنا واحنا ارتكبنا خطأ فادح وأحرزنا في مرماهم هدفا لم يكن له أي داع علي الإطلاق ، العيال بصوا لبعض وضحكوا وخدوا الكوره وسنتروا وع اللي عملوه فينا

أنا كنت واقف جون والاجوان بقت نازله في اخوكوا زي المطره وبكل الاشكال الممكنه ، شوطه من نص الملعب ، ضربه ركنيه تلف وتدخل ، إنفرادات ، كباري، ضربه جزاء ،ضربه رأس ،ضربه حره مباشره أو غير مباشره

كانت كل الطرق تؤدي إلي روما حقا

عدنا إلي المدرسه التي تنتصر عودتنا المظفره كالعاده ، لكنها كانت عوده منكوبه بسبعه اهداف كامله موقعه بكل أسماء لاعبي المؤسسه ما فيش لعيب فيهم ما جابش في اخوكم جون

لا مجال هنا لذكر ما لقيناه من سخريه طوب الأرض وشماته من لم ينضموا للفريق وفضلت سنه كامله لغايه ما بقيت في أولي اعدادي وانا هموت واعرف ازاي ده حصل

حتي ألقت الأقدار في طريقي تامر ابراهيم

كان قاعد جنبي في أولي أول في مدرسه النقراشي الاعدادي ، أولي أول كان فصل المتفوقين بتاع المدرسه والمنطقه التعليميه بالكامل باعتبار أن النقراشي هي أفضل مدرسه اعدادي في إداره الزيتون ، تامر كان من المتفوقين اللي يعقدوا ،أنا كنت من المتفوقين بتوع سته وتسعين في الميه والحاجات دي هو كان من بتوع التسعه وتسعين ونص ، الفصل كله تقريبا كان كده حاجه تعقد ، المهم مش ده موضوعنا

في يوم قاعدين في أمان الله انا واخوكم تامر وبنتكلم عن أيام ابتدائي وبتاع وهو بيقول إنه كان بيعمل كل حاجه في المدرسه وانه كان بيحب يلعب طايره وكان عندهم فريق طايره كويس ، لغايه ما في يوم راحوا لاعبوا مدرسه اسمها المؤسسه !وراحوا العيال بتوع المؤسسه إدوهم درس في الكوره الطايره

قلتله تامر ده مش معقول ، دول عملوا نفس الموضوع معانا بس في الكوره

قالي انت ما عرفتش مش سحبوا منهم البطولات اللي خدوها ،مدرس الالعاب بتاعهم كان شغال في النادي الاهلي وكان بيجيب لعيبه الاهلي الناشئين في كل الالعاب يلعبوا بإسم المدرسه ، لغايه ما الموضوع اتكشف وسحبوا منهم البطولات ،،أي صدفه تاريخيه ألقت بك في طريقي يا تامر كان من الممكن أن أقضي عمرا كاملا بحثا عن تفسير لتلك الإهانه الكرويه

فوتكم بعافيه

Sunday, January 03, 2010

العم نوح

في ممرات المدينه أمضي خمسه عشر عامايستمع إلي حكابات العابرين
رحل منهم من رحل وبقي من بقي ، لكن عابرين آخرين عبروا وجلسوا يحكون حكاياتهم
إستمع منهم وتورط في بعض قصصهم أحيانا
ما الذي كان يغريهم بالبوح له ! لا يدري ، قالوا له أن أسبابا كثيره تجعلنا نبوح لك بما لا نبوح به لأحد

إستمع كثيرا، أدرك بمرور الوقت الكثير من الامور الغير هامه علي الإطلاق ( ربما يكون بها بعض الأهميه )علي رأسها أن من اختاروا أن يراوغوا الزمن سيراوغونه ، لكنه سينتصر في النهايه ، وأن مغامره وقف عقارب الساعه فاشله بامتياز والأكثر منها فشلا العوده بعقاربه إلي الوراء وأن اللحظه المناسبه لتقول لك فتاه تحبك أنها تحبك لن تتكرر كثيرا حتي إذا التقيتما بعدها وكانت تحبك ، ربما تظل تحبك بعض الوقت ، لكنك يا غبي لم تستثمر اللحظه التي كانت مستعده فيها للاعتراف واخترت أن تراوغها فراوغتك ثم انسحبت منك في النهايه وتركتك مهزوما

أدرك أيضا أن العابرين الجدد مملون إلي حد كبير ، العابرون القدامي حكاياتهم شيقه ، قد تكون انت المسؤول عن ذلك إستماعك الزائد لم يترك مساحه لأي جديد يأتي به آخرين ، لكن لا تنسي أن هناك حكايه مختلفه إستمعت إليها قبل أيام، (أحب أن تسمعوها ) وأعرف انكم ستصدقوني

كنت جالسا في الشارع أمام المكان ،أشرب القهوه واحدق في الفراغ ، وجدتها تقف أمام الباب صغيره وبريئه مثل كل اليمام ، قفزت من الرصيف إلي الداخل ، دارت بعينيها يمينا ويسارا قبل أن تبدا التجول بحريه ثم تصعد إلي الدور العلوي ، قمت ودخلت المكان نظرت إليها وهي بالطابق الأعلي ورايتها تنظر في وجهي ، أدركت ان صديقي زوسكند قد أرسلها برساله ما ، أعرفه جيدا ، عاده ما يحذرني في الوقت المناسب بشكل أو آخر ، دائما ما يبعث إلي برسائله من خلال وسطاء لا أتوقعهم ، هذه المره إختار هذه اليمامه وسيطا بيننا

بصوت أقرب إلي الهمس قلت لها زوسكند ! هزت راسها بالإيجاب ، أكملت الكلام هو أرسك إلي هنا ، ما هي الرساله

لم تتفوه بأي كلمه نظرت إلي فقط ، واكملت جولتها ،ثم خطت تجاه السلم ونزلت درجه درجه لتستقر بجواري في الطايق الأرضي ،أخذت تدور في الماكن قبل ان تستقر علي درجه السلم الأولي ، ظللنا هكذا قرابه ساعه قبل أن أتركها قليلا واجلس بالخارج ، مر أحد الأصدقاء ورآها ، سأل عنها ، قلت له انها مجرد حمامه مرت من هنا قبل ساعات ولا تريد أن ترحل ،(إتفقنا ان تصدقوني ) قال لي أنها لا تريد ان ترحل وأنها تشعر بآمان كبير معك ثم تركني ورحل

أشعلت سيجاره ،تساءلت في سري دون ان تسمع هي ، ماالذي تريد قوله يا زوسكند ، لم نتبادل الرسائل منذ فتره ، تحديدا منذ أن خذلتني حين دعوتني لزيارتك ولم اجدك ، بحثت عنك هناك في كل مكان ولم اجدك وتركتني أعود جارا خلفي أذيال الخيبه ، قطع تأملي الطويل كناس عابر ، نظرت إليها ثم نظرت إليه ، قلت له إدخل ،ثم أضفت خذ هذه معك، نظرت إلي بغضب واستياء (خائن ) سمعتها تقولها بحسم وقوه ونظرت إلي الكناس كي أتأكد إن كان قد سمع ما سمعته ام لا ،، إنتصر في معركته معها وامسك بها دون مبالاه مني ، نظرت إلي بنفس الغضب وكررت الكلمه ثلاث مرات ، لم أكن أشعر باي خيانه ، ما شعرت به فقط هو ان وجودك هنا عابر كالآخرين وانك سترحلين في يوم ما ، فلأكن انا صاحب القرار

رحل ورحلت معه تودعني بنظرات الغضب ،يا إلهي لم التقط الرساله ، الحمد لله هناك شهود علي زيارتها لي ، الكناس شاهد ، وصديقي العابر شاهد ايضا ، كما انني غير معني بالأساس أن يصدقني أحد ، وانها مجرد حكايه ممله اخري ضمن الحكايات التي أرويها

ما الذي كنت تريد ان تقوله يا زوسكند