Friday, April 20, 2012

سكون



أن تقرأ عنك بعيون أصدقاء العمر، ماذا سيكتبون ، ربما هذا سر تعلقك بكلمة امك قبل أيام (راضية عنك ، لم تتعبني أبدا )، أكملت غرائبية المشهد بأن قالت أنها كانت تقف في الشرفة تدعو لي ، ورأتني قادما فابتًسمتَ ، لم تراها وأكملت المسير إلي حيث أنت ذاهب ثم عدت بعدها بعشر دقائق وصعدت إلي منزلها ،بعد أن جلست قالت انها تعلم أنك جئت إلي الحي لتقرض أحدا نقودا ، حاولتُ الإنكار فقالت باسمة ، رأيتك تمد يدا إليه ، ثم قالت جملتها التي أسلفناها ،( راضية عنك ) قالتها بتأثر شديد ، ولا تدري لماذا قضيت أياما بعدها تشعر برضا كبير ، قبل أن تنام تتذكر كلماتها لتطمئن ، تقنع ذاتك انك فعلت أعظم ما يمكن ان يحدث في الحياة ،أرضيت أمك ، هل هذا فعلا أعظم ما في الوجود ؟ لا تدري كيف صدقت ، ربما حيلة دفاعية أخري

ما الذي تحب أن تسمعه أو تقرأه منهم ، الأصدقاء الغائبون هم من يتحدثون ، الأصدقاء الذين نلتقيهم بعد غياب ، الغريب أن ما يقوله هؤلاء عن بعضهم البعض يكون دقيقا إلي حد بعيد ، قبل أشهر قالت عنك صديقة غائبة ( تركب قطارا ويبدو انك تتجه إلي مكان ثم تنزل منه في منتصف الطريق أو قرب محطة الوصول لتركب آخر في اتجاه آخر ! ) ، أليس هذا كلاما صحيحا ، هل فعلت غير ذلك في مسارك .
تفكيرك يقودك إلي عالم الألقاب المدهش ، لماذا يسعي الناس لها ويسعدون بها ، أليس لكل منا اسمه ؟ إنها الرغبة الإنسانية الأزلية في تقدير الذات ، تتذكر نصيبك منها وتعرف انك تقترب من عالم البارانويا وتقول أن القليل من هذه الأخيرة لا يضر عموما ، تتجاوز هذه الأفكار سريعا وتفكر أنك مجهد وغير قادر علي الكتابة وفي الوقت ذاته لا تريد التوقف ، تحلم بكتابك عن الثورة ،قدرك أنك لا تستطيع نشره ، الكل يكتب ويتحدث وانت لا تستطيع ، ربما بعد خمس سنوات ، ربما بعد عشر ، وربما لاتنشره أبدا ، تعرف انه سيكون كتابا غريبا ولكن ماذا تفعل ، ما حدث معك طوال السنوات الأربع الماضية حدث قطعا ولست مجنونا إلي هذه الدرجة لتخلق وتتوهم عوالم وتفاصيل لم تحدث ، تفكر في أن تترك نسخة مما كتبته لدي أحد أصدقائك المقربين بشرط ألا يفتحه إلا حين تسمح له بذلك وتفكر أن هذه مغامرة غير مأمونة ، لا تريد لأحد أن يقرأه إلا مطبوعا ، تحلم بلحنك الأول وتثق انه سيجيء وستري اسمك علي غلاف أحد الألبومات أو علي إحدي الشاشات ، تتذكر قيامك قبل فترة بشراء عدد كبير من أشرطة الكاسيت قبل انقراضها فقط للاحتفاظ بالأغلفة ، تقوم لتتأملها ،إجهادك المفاجيء يعوق الاستمرار في الكتابة رغم الزخم الذي كنت تشعر به قبل قليل .


Sunday, April 15, 2012

نديميات




يختلف الكثيرون حول مسألة ترشح خالد علي للرئاسة باعتبار أن فرصته معدومة ونزوله يساهم في تفتيت الأصوات إلخ ، وبغض النظر عن هذه الآراء ، هل هذه هي معايير اختيار مرشح أو رفضه ؟ أليست المعايير يجب أن تنطلق من مدي قناعتك بأفكاره من عدمها ؟ هل هناك مرشح آخر يقف معنا علي نفس الأرضية الفكرية ويتبني نفس الرؤي ؟ وإذا لم نكن نحن الداعمون له باعتبار الاتفاق في الرؤية فمن الذي سيدعمه ؟ قناعتي الأكيدة أن السياسة خيال أولا ، ولولا هذا الخيال ما قامت الثورة أصلا ولا نجحت ، والأكيد أيضا أن صوتي الضعيف سيذهب له ولو كانت فرصته أشبه بالسراب ولن يذهب لموسي أو ابو الفتوح أوغيرهما في المرحلة الأولي ، أما الإعادة فلها قولها .

لاعتبارات الشعور بالمسؤولية دون مبرر مفهوم أحيانا ، تتدخل في أمور قد لا تخصك أو تعنيك محذرا الطرف الذي أمامك ( إنتبه من فضلك أمامك حفرة ) ، والمؤسف أن من حذرته لا ينتبه أو لا يستمع ويتعثر بها ، ولا تجد مبررا لضيقك الطويل بعدها .

تشعر بزهد غريب وتبحث عن تفسير مقنع له ، هل هو إحباط ، حيل دفاعية ، إرتياح لما أنت فيه ، ثقة زائدة بأن الأمور تسير لصالحك في كافة الاتجاهات وستثمر في وقت ليس ببعيد ؟ لا تعلم ، لكنك اكتشفت قيمة الاستغناء ، وما أغربها –وأعذبها لكل من يحمل قدر من المازوخية

أي مغناطيس يلقي في طريقك بالشخصيات الغريبة لا تعلم ، يشغلك هذا الأمر منذ تعرفك مؤخرا قبل شهور علي صديقك الجديد ( البرنس ) ، زميلك في تربية موسيقية الذي يكبرك بثلايثين عاما ، شخص في الخامسة والستين يدرس الموسيقي ويعزف علي العود والبيانو ظابط سابق (دفعه الفنجري ) ،حكايات غريبة من عوالم متقاطعة متداخلة يسردها لك درسها الأكبر أن دروس الحياة لا تنتهي وأنك تستطيع ان تفعل في حياتك ما يفوق خيالك بمراحل –فقط إن أردت