Sunday, August 05, 2012

نديميات 3



الخسارة الحقيقية للإخوان  خلال الفترة القصيرة الماضية منذ معركتهم مع الجنزوري  ثم  تولي مرسي الحكم ، هي انهم لن يستطيعوا أبدا أن يتحدثوا  باعتبارهم فصيلا  يمتلك أو يستند علي مباديء  اخلاقية أو سياسية ، إلا لو كانت الانتهازية مبدءا ، فقبل شهور طالبوا بإقالة حكومة الجنزوري  ، وبعد أن أصبح مرسي رئيسا قام بتكريم الجنزوري واختاره مستشارا  والأدهي انهم برروا ذلك بحاجتهم لخبرته  ، وتكرر نفس الأمر مع المشير  الذي حشدت الجماعة مئات الآلاف في التحرير تهتف بسقوطه وبعد نجاح مرسي  أخذت الجماعة تكيل المديح لطنطاوي دون أي وجه من الحياء  ، الإخوان سقطوا أخلاقيا بامتياز  ولا مجال أمامهم لكسب المصداقية مجددا


قبل عدة سنوات  أثناء عملي في جريدة الدستور ، ذهبت لتغطية زيارة الرئيس السويسري لوزارة الثقافة المصرية ولقاءه بالوزير  فاروق حسني ، أثناء المؤتمر  الصحفي  ، سأل احد الصحفيين الرئيس السويسري حول موقف بلاده من مسألة ترشيح فاروق حسني  لرئاسة اليونسكو وهل تدعم سويسرا الوزير المصري ام لا  ، كانت إجابة الرئيس هي  أن بلاده  لم تقرر بعد  موقفها  من هذه القضية ، المهم  عدت إلي الجريدة  وكتبت التغطية  ومن ضمنها  إجابة الرئيس السويسري سالفة الذكر ، وختمت الكتابة قائلا  ( هذا الرد المهذب  بلغة الدبلوماسية  يعني  بوضوح ان سويسرا لن  تدعم  فاروق حسني في اليونسكو ) . ، و  نشرها إبراهيم عيسي  تماما  كما  كتبتها  رغم انه  لم يكن ممن يحبذوا تدخل المحررين بآرائهم في التغطيات الخبرية  لكنه مررها  ، وبالفعل  لم تدعم سويسرا  فاروق حسني  في اليونسكو بعدها بشهور  .
أتذكر هذا الموقف كثيرا  لأن التدقيق   في لغة السياسة والدبلوماسية   مسألة غاية في الأهمية والخطورة ، ومابين السطور  في هذه العبارات  يكون أخطر واهم بمراحل مما هو مكتوب  ، لذلك مثلا  حين صدر البيان الأول من القوات المسلحة  أثناء الثورة  بتاريخ  1 فبراير متضمنا عبارة ( القوات المسلحة المصرية تتفهم المطالب المشروعة للشعب المصري )  قمت بتقبيل الأرض إدراكا ويقينا  أن الثورة نجحت  ، كنت لحظتها  أجري حوارا مطولا مع الإذاعة الالمانية  وسألني المذيع قبل البث  ( هل اقتربت ساعة صيد الثعلب العجوز  ؟ ) أجبته  بالتأكيد  ، انتهي  عصر مبارك    

إجمالا  ما ذكرني  بهذه القصة الآن هو الحديث الدائر  بعد ما حدث في رفح للجنود المصريين   حول  المخابرات المصرية  وأين هي  ؟ وفي اعتقادي المتواضع طبعا   اننا لو دققنا  القراءة والنظر  في إجابات وكلمات عابرة من قادة المجلس العسكري في مواقف مختلفة  مثل تصريح الملا  في مؤتمر  ما قبل الانتخابات البرلمانية  حين قال ( أجهزة المعلومات لا تعمل بكامل كفائتها  حتي الآن ) ، أوالكلمة   التي قيلت في حفل تنصيب مرسي  بالهايكستب  حين قال ممثل الجيش    متحدثا  عن مهام الجيش المختلفة  خلال  الثورة وما بعد تنحي مبارك   ( وبتاريخ 11 مارس  قامت  قوات الجيش بتأمين مقار  المخابرات العامة ) !!!!  لوفكر أحد الخبراء  في هذه العبارات لربما  توصل  لنتائج معقولة  حول هذه الأجهزة وأين ذهبت  وهل ولاء من بقي منها في العمل أو ترك الخدمة هو لمبارك أم لمن يحكمون الآن ، وربما  توصل لنتائج معقولة حول المتورط في إشعال الأمور  من ماسبيرو إلي محمد محمود إلي بورسعيد  .