و اسمع إسمع يا رضا

مره من ذات المرات واحد صاحبي سألني قاللي يا عمر: تفتكر أيه أهم منجز أو اختراع في تاريخ البشريه؟
وحيث أن انا مواطن كلاسيكي جدا كانت إجابتي الواضحه والتي مازلت مقتنع بها حتي الأن هي الراديو الراديو هو أهم منجز في تاريخ البشريه
المهم بعيدا عن وصله الردح والسباب التي تلقيتها من صديقي العزيز والذي أضطرني أن أعايره بنوع الفاكههه الذي يفضله (الجوافه ) ؟ تخيلوا في بني أدم في الدنيا فاكهته المفضله الجوافه؟
بعيدا عن ذلك كما أسلفت فما زال الراديو في نظري هو أهم منجز في تاريخ البشريه
كان الراديو ومازال هو رفيقي الدائم في كافه التفاصيل هو كائن مخلص لأقصي حد ورفيق غير مرهق علي الإطلاق ولا يحتل من جيبك أكتر من الوزن والحجم الذي تحتله علبه السجائر
إكتشافي لأهميه هذا الاختراع العظيم بدأ وأنا في العاشره من عمري في يوم مطره بالليل كنت قاعد اقرا مغامره من مغامرات بطل طفولتي الأثير (بطوط طبعا ) وكل شويه اقعد ابص من الشباك علي المطره وهي نازله علي أرضيه سطح البيت كنا وقتها ساكنين فوق السطوح وكانت هوايتي اني اقعد اتفرج علي السما والسحاب والمطره وممكن كنت اقعد ساعات ما بعملش حاجه غير اني ابحلق في السما من غير ما انطق ولا كلمه وكان الموضوع ده بيلفت انتباه بابا وماما دايما هذا التأمل الدائم في ملكوت الله ساب أثر ممتد جوايا لغايه النهارده وتوج في المرحله الجامعيه باللقب الذي أطلقه علي بعض الأصدقاء
لقب (سرحان عبد البصير ) طبعا
المهم وانا قاعد اقرا بطوط النور قطع وقفلت الكتاب ولقيت الراديو جنبي رحت مشغله
ويا اللللللللللللللللللله
فيروز بتغني والصوت جاي بالعافيه من إذاعه بعيده وقاعد بيروح وييجي (علي فكره انا منفعل جدا وانا بكتب دلوقتي لأني ابتديت احس بالموقف وكأني في لحظتها بالظبط ) وكأن صوتها جاي من عالم أخر وانا ببص من الشباك علي المطره وهي نازله علي السطح إخواتي نايمين كلمهم وواقف ع الشباك لوحدي وصوت فيروز بيوديك لعوالم سحريه تتداخل مع العوالم التي تركك فيها بطوط قبلها بقليل
ومن لحظتها رحت وما رجعتش
أصبح الراديو وصوت فيروز رفيقي الدرب الذين لا غني عنهما أبدا
السر في أسطوره هذا الكائن تنبع من أنه صوت صوت فقط بلا صوره الصوره بتقتل الخيال في معظم الأحيان وده مثلا سبب عدائي للتليفزيون أو للكليبات أنا ما اعرفش اشوف أغنيه لأن الأغنيه ببساطه اتعملت عشان تتسمع مش عشان تتشاف
وهكذا أدمنت منذ الطفوله الاستماع إلي هذا الجهاز قبل ما اروح المدرسه أشغل الراديو واسمع صلاه الفجر كانوا وقتها دايما بيذيعوا من الحسين بصوت شيخ عبقري بكل أسف فاتني أن أتذكر اسمه وبعدها أسمع يا صباح الخير ياللي معانا علي إذاعه الشرق الأوسط وكمان فاكر كويس أغنيه غريبه جدا وما بقيتش اسمعها لما كبرت أغنيه بتغنيها مجموعه مش مطرب كانت بتقول (حليوه حليوه والله ) ومش عارف مين اللي بيغنيها ولا أي حاجه عنها بس كنت بحبها قوي
أعذروني علي ضعف الذاكره دي حاجات فات عليها 20 سنه
أرجع من المدرسه أذاكر علي صوت الراديو وكانت إذاعتي المفضله في مرحله ابتدائي هي الشرق الأوسط إذاعه خفيفه وإيقاعها سريع وفاكر من برامجها كتير فكر برنامج الأطفال (فانتستيكا ) وبرنامج (تحت العشرين ) وبرنامج (علشانك يا مصر) وغيرها كتير أظرف حاجه في الإذاعه دي إنها كل 10 دقايق بتذيع أغنيه
وافضل كده طول اليوم مشغل الراديو لغايه ما انام اقعد اقلب بين الإذاعات ادور علي أغنيه حلوه وخصوصا أغاني فيروز بالمناسبه أنا كانت (أيدي مبروكه )في موضوع أغاني فيروز كنت أول ما اشغل الراديو لازم وحتما تيجي أغنيه لفيروز ومراتي شاهده علي كده لغايه النهارده ويمكن في واقعه شديده الغرابه يشهد عليها محمد خير صاحبي
من 6 سنين كنا أنا وخير وخالد سعد (فاكرينه ؟) مسافرين العريش وخدنا معانا طبعا شرايط فيروز عشان نسمعها هناك المهم واحنا بنركب البيجو اللي هيودينا العريش قلنا للسواق :والنبي يا اسطي شغلنا شريط من الشرايط دي نسمعه والسواق قالنا والله يا جماعه الكاسيت بايظ ما فيش غير الراديو عندي
وشغل الراديو فعلا
وسبحان الله الراديو لمده 3 ساعات ما بيذيعش غير أغاني لفيروز

لكن اكتر لحظات استمتاعي بالراديو كانت مساء لما اجي انام خصوصا في الشتا أتغطي واشغل الراديو واعيش مع الأصوات اللي جايه بتقتحمني من اماكن مجهوله وتحدفني في أماكن مجهوله برضه في غابات وجبال وتلال وجزر ومطره وسحاب وكهف وشلال وكوخ ودفايه في غابه ضلمه
من أكبر النعم اللي انعمت بيها الطبيعه علي الإنسان هي نعمه الخيال
وهو ده سر الراديو
وسحره

مسرحيه هاله حبيبتي

يا جماعه أرجو من الجميع قراءه الحوار الذي أجرته جريده المصري اليوم في عدد اليوم الأحد 19 نوفمبر مع الشخصيه اللامعه في لجنه السياسات الدكتوره هاله مصطفي
الدكتوره اللامعه اللي صدعت دماغ اللي خلفونا طول السنه اللي فاتت برؤاها الإصلاحيه صرحت عيانا بيانا أنه لابيوجد أي بديل في مصر سوي جمال مبارك
الحوار فضيحه فضيحهههههههههههههههه بكل ما تحمله الكلمه من معاني
إدخلوا اقروه

يا اللي فتحت البتاع فتحك علي مقفول

لأن الجهل يكون أحيانا هو سيد الأخلاق فمن الطبيعي جدا ان يتحدث هؤلاء البلهاء عن العبور للمستقبل
بس الحقيقه هما بينسوا حاجات كتير مهمه وأساسيه ولازمه لمن يريد العبور إلي المستقبل
الدوله التي تريد العبور للمستقبل يا ساده يا افاضل تستعين بالعلماء ولا تستعين بالبلطجيه
الدوله التي تريد العبور للمستقبل تسود فيها قيم الحق والاجتهاد والعداله وليست قيم الواسطه والفهلوه والرشوه
دونا عن شعوب الأرض جميعا يتميز المصريين بقيمه فريده من نوعها وهي قيمه (الفهلوه ) المصري هو الكائن الوحيد علي سطح الأرض الذي يمتلك قدره فريده علي الفتوي في أي قضيه أو أي موضوع حتي ولو كان هذا الموضوع في الفيزياء النوويه مثلا ولأن قيمه الفهلوه هي القيمه السائده في هذا المجتمع فمن الطبيعي جدا أن يتصور القائمون علي الأمور في البلاد انهم بإمكانهم البقاء للأبد في مناصبهم بل وتوريث أبنائهم من بعدهم أيضا
لكنهم بالطبع يتناسون (عن جهل غالبا ) أن الفهلوه قد تمكن طالب فاشل من النجاح بمجموع خمسين في الميه لكنها أبدا لن تجعله الأول علي الجمهوريه
وهذا هو ملخص ما يحدث في مصر
بشكل او بأخر تمكن نظام حسني مبارك من الاستمرار لمده خمسه وعشرين عاما رغم أنه لم يقدم أي شيئ يذكر لمصر
وقد يتمكن من البقاء لعام او أثنين أو ثلاثه علي اكثر تقديرلكن ليس أبعد من ذلك أبدا
نظام مبارك أو ولده باختصار لا يمتلك الأدوات التي تمكنه من البقاء أو التوريث
فكل ما يمتلكه هذا النظام هو جهازه الأمني
وهذا الجهاز لن يبني له مصنع
ولن يحل له ازمه بطاله
أو ازمه تعليم متدني المستوي لا ينتج عنه الا أنصاف متعلمين
الرهان علي قدرات الجهاز الامني في تمرير مشروع التوريث هو رهان خاسر تماما يا ساده
ومن يتصور ان امريكا ستدعم وجود جمال مبارك في السلطه هو واهم أيضا
امريكا طبعا تبحث عن من يخدم مصالحها الاستراتيجيه في المنطقه
وأكيد مش جمال مبارك هو اللي هيحدم مصالح امريكا في الممنطقه
مش لأن حضرته صاحب موقف لا سمح الله
ولكن لأن مصر وزنها في المنطقه بقي صفر ولله الحمد
دوله زي لبنان مع كل تقديرنا العظيم ليها طبعا عدد سكانها ما يزيدش عن سكان شبرا وزنها الاستراتيجي اكبر مننا بمراحل
يا ولاد مصر داخله علي أيام سودا مالم تحدث معجزه
وإذا كان البعض يتحدث عن عام ألفين وسبعه باعتباره عام التوريث
أنا شايف حاجه تانيه خالص
أنا شايفه عام الكوابيس
وربنا يستر علي مصر

أسطوره يجسدها أسطوره

إبنك يا دنيا وإمتي هتصادفيه

هي بتيجي كده والله
كل ما اجي اكتب موضوع ألاقي العنوان فرض نفسه وما بقاش قاصد ابدا انه يكون متاخد من قصيده من شعراءنا الكبار
بس هعمل ايه يعني
خبره الأبوه هي من أجمل الخبرات اللي مريت بها في حياتي رغم كل ما تحمله من تناقضات
نور ابني اتولد يوم 16 ديسمبر اللي فات يعني من مواليد برج القوس
وتاريخ ميلادي هو 4 ديسمبر 1974 يعني برج القوس برضه
صدفه جميله
الصدفه الأجمل ان انا قضيت 17 سنه من عمري في شارع مصر والسودان 75 شارع مصر والسودان هو عنوان البيت اللي اتولدت فيه
البيت ده اتهد سنه 1992 وطلعت مكانه عماره كبيره اتعمل الدور الأول منها مستشفي
اتولد فيها نور
يوم ما نور اتولد أخدت الورقه اللي المستشفي اديتهالي ومكتوب فيها محل الميلاد 75 شارع مصر والسودان ووريتها لأمي
والله العظيم عينها دمعت
بدايه التناقضات أو الخبرات المتناقضه حقيقه ابتدت بعد تالت يوم من ميلاده جاتله الصفرا والدكتور نصحنا اننا نوديه المستشفي ونحطه في الحضانه هناك المهم خدت الولد وطلعت بيه علي هناك عشان احجزله فلما دخلت قالولي (ما ينفعش يا افندم لازم ابوه هوه اللي يحجزله بنفسه ) ابتدينا
أااه نسيت اقول لكم انا شكلي صغير جدا وساعات ناس كتير تتصور ان انا عندي 20 سنه ولو حد حب يجاملني بيقول مثلا 26 أو 25 وده مسأله سايبه أثر كبير جوايا
من كتر ما الناس بتقوللك شكلك صغير بقيت حاسس انك صغير فعلا
بقيت حاسس انه لسه بدري مع انه ما لساش ولا حاجه
بقيت أب بمشاعر وأداء شاب صغير عنده 20 سنه
بتظبط نفسك بتفكر في مستقبلك
وبعدين تظبط نفسك بتفكر في مستقبل ابنك
بتحن لحريه ما قبل الزواج
وما تستحملش انه يغيب عنك يومين
بتتمني له تجربه مختلفه عن تجربتك
وبتتبسط جدا لما الناس تقول انه شبهك في كل حاجه
مستني اليوم اللي تشوفه فيه بيقرا كتاب او ماشي في مظاهره
وانت بتلعن اليوم اللي اتحدفت فيه ع السكك دي
والا أيه والا أيه والا أيه
تناقضات كتيره بس الحقيقه انا ساعات بحس اني بكتشف نفسي معاه
أوقا ت بحس بالخوف لإني خلفته في الظروف دي
بس عمري ما حسيت بالندم
بالعكس
ساعات كتير والله العظيم بحس اني حققت نصر ما
ومش قادر افسر الموضوع ده أبدا