قال لصديقه المقرب ان بلدكم كانت تحتاج ان تتزحزح قليلا إلي الشمال ،وفاجأه الصديق بقوله ان بلدك أنت هي التي تحتاج ان تتزحزح قليلا إلي الجنوب ،وكالعاده تاه في البحث عن إجابه سؤال يؤرقه منذ عشر سنوات حول من منهما تأثر بالآخر أكثر، ام انهما خلقا هكذا يشبهان بعضهما البعض ،صديقه المقرب هو الوحيد الذي حمل هذه الصفه دائما ، المقربون الآخرون كانوا يتبادلون الأدوار ،يذهب أحدهم ليحل الآخر مكانه ، تتداخل الأمور عليه أحيانا ، لكن أبدا لم تتداخل التفاصيل مازال يذكر بدقه أن حدث ما يرتبط بأحدهم ولا يرتبط بالأخر
كان يقول لأصدقائه المقربين ألا تصدقوا أبدا ما تشاهدونه وما تسمعونه علي لسان آخرين ، وأن السبيل الوحيد لتحري الحقيقه هو تحري الحقيقه فعلا ، وهذا لا يقدر عليه إلا من رحم ربك ، قال أيضا لأحدهم أنك سترتاح كثيرا إذا أدركت أن الآخرين أيضا ليسوا سعداء ، بل هم مثلك مهووسون بالبحث عنها ، وان شعورك بالاضطراب واعتقادك أنك علي وشك الجنون ،ليس له داع الآخرون أيضا الذين تظنهم سعداء يشعرون بذلك ، أنا أعرف السعداء جيدا ،طيبون مثلك ، كما أنني اعرف التعساء أيضا كانوا سعداء قبلها لكنهم اطمأنوا لسعادتهم فخذلتهم .
خمسه وتلاتين سنه ! اهم ما تعلمه من هذه السنوات هو ألا تعتذر عما فعلت ،ولا تعتذر عما سيحدث ، وان الجنون هو الأب الشرعي للحظات السعاده المسروقه والذكريات الطيبه ، بدليل مشوار قطعه مع أحد الأصدقاء المقربين من وسط المدينه وحتي عزبه النخل سيرا علي الأقدام ، وزيارات ليليه للمقابر مع صديق آخر ، وأنه لم يري صوره واحده لباتريك زوسكند حتي الآن ولم يجد أي حوار صحفي معه بأي لغه ، وانه نجح في مغامره واحده في بون وفشلت مغامره بحثه عن زوسكند .
كان يقول لأصدقائه ان أهم ما تعلمه أخيرا هو السلام وأن لا شيئ يستدعي انحنائك
ذاك طوق الياسيمين