في نوع من الكتابة إسمه الكتابة اللي ما لهاش لازمة ، مثال واضح جدا ليها ،ما أفعله الآن ،إنك تكتب مثلا ( زي ما انا بعمل دلوقتي ) عن الأستاذ إيهاب توفيق ،ليه بتكتب ما اعرفش ، اهي طقت في دماغي وخلاص ، وعموما إحمدوا ربنا انها جات علي قد كده م كان ممكن ترسي علي مصطفي قمر أو الأستاذ وائل كافوري .
كمهووس بالموسيقي منذ الطفولة ، كانت أول وآخر حادثة سرقة لشريط كاسيت أقوم بها في حياتي هي سرقة شريط (مراسيل ) من احد الباعة بميدان العتبة فور نزول الألبوم عام 91 ، كنت مع صديق تلك المرحلة نقوم بجولة رمضانية ليلية في وسط البلد ومنها إلي ميدان العتبة ،كانت أصداء أغنيات الألبوم الذي صدر قبل يوم واحد فقط تملأ المكان وتتردد في جنبات الميدان ، كنت وقتها من محبي إيهاب وأعجبت جدا بالألبوم الأول المتكامل الذي أصدره قبلها بعام (إكمني ) ، وقبلها أيضا لفتت انتباهي أغنية ( داني ) التي قدمها في (لقاء النجوم ) مع حميد ورفاقه ، المهم ،كان أحد باعة الأرصفة يضع علي طاولة خشبية عشرات النسخ من الشريط ، وهمست لصديقي أنني أقاوم رغبة ملحة في سرقة نسخة ،أثناء همسي له وفي أقل من ثانية التفت البائع خلفه لسبب ما ،لفتة لا تتجاوز الفيمتوثانية ، كانت كافية لشخص ( خفيف الروح واليد ) مثل أخوكم لالتقاط الشريط ووضعه في جيبه بكل تلقائية وبساطة ثم الانسحاب بهدوء من المكان وسط ذهول الصديق .
الغريب أنني وهذا الصديق ،قضينا معظم اوقاتنا في حي العباسية وفي منظقة قريبة من التي كان يسكن بها الأستاذ ايهاب ، كانت العباسية هي أحد ملاعب الصبا ، فبحكم أن صديقنا الثالث يسكن هناك ، وان صديقي كان يحب فتاة تسكن هذا الحي أيضا ، أصبحنا شبه مقيمين في العباسية ونحفظ شوارعها دربا دربا من غرب القشلاق إلي احمد سعيد إلي شارع كمال ،مرورا بالمستشفي اليوناني والإيطالي وكلية الهندسة ومدرسة الحسينية واسماعيل القباني وقبل كل هذا شارع (ميرفت أمين ) المحبب جدا إلي قلبي فقط لاسمه ، ولسنوات طوال مارست هواية المشي في شوارع هذه المنطقة العريقة ،أقطع شارع احمد سعيد طولا بدءا من نقطة تقاطعه مع شارع رمسيس ومصر والسودان ، إلي نهايته في شارع العباسية ،أحيانا أختار إكمال المسير في حواري العباسية وشوارعها الجانبية ،واحيان أخري اقطع شارع العباسية صعودا إلي الدراسة والبعوث والفردوس .، لكن غالبا ما كنت أفضل ان اتجه يسارا إلي شارع الجيش وباب الشعرية .
كان إيهاب حاضرا أيضا في قصة حب غريبة بين اثنين لم اعرف أبدا كيف بدأت ، لكنها قد تكون بدأت هكذا ، كانوا في بداية تعارفهما العادي ،يلتقيان كأصدقاء ، وكأصدقاء أيضا حكت له موقف طريف حدث معها وتكرر مرتين وكان بطله الأستاذ إيهاب توفيق ،و فاجأها صديقها أن إيهاب كان جارا له في الطفولة وكان يعرفه جيدا حتي أصبح نجما مشهورا واختفي من الحي ،والأكيد انه بدأ يحكي لها عن ذكرياته المشتركة معه في شوارع أحمد سعيد والعباسية ،الأكيد انه والأستاذ بفعل الانتماء الطبقي وتقارب السن كانا أصدقاء ، والأكيد ايضا انها بدأت تستمع له باهتمام ، ومع القص ، دخل الحب متسللا كالعادة .
لكن الأغرب من ذلك بالنسبة لي ،هو ما حدث قبل عام ، كنت مع أستاذي في الموسيقي في درس من دروسنا المعتادة ، وسألته عن سبب عدم اهتمامه أو توجهه للتلحين رغم انه احد أكبر أساتذة الموسيقي الشرقية ،عدد لي الأسباب التي جعلته يفضل التفرغ للتدريس ولتدريس العود تحديدا ،لكنه فاجأني أنه قدم لحنا واحدا في حياته وكان هذا اللحن من نصيب إيهاب توفيق الذي غناه فعلا في عدة حفلات ، وأسمعني اللحن وكان لحنا جميلا ، وسألته لماذا إيهاب تحديدا وفقط هو الذي قدمت له لحنا ؟ وفاجأني أن إيهاب كان تلميذه النجيب ! وانه هو الذي علمه الموسيقي وعلمه العزف علي العود ! وأن إيهاب كان عازف جيد لكنه فضل التفرغ للغناء ، قال استاذي أيضا أنه قليلا ما يلتقي بمشاريع موسيقية جيدة وللأسف بعضهم يضل الطريق بعد ذلك لسبب أو لأخر ويهدرون طاقاتهم .
تماما مثلما فعلت الآن بهدر وقتي ووقتكم في هذه الكتابة .
كمهووس بالموسيقي منذ الطفولة ، كانت أول وآخر حادثة سرقة لشريط كاسيت أقوم بها في حياتي هي سرقة شريط (مراسيل ) من احد الباعة بميدان العتبة فور نزول الألبوم عام 91 ، كنت مع صديق تلك المرحلة نقوم بجولة رمضانية ليلية في وسط البلد ومنها إلي ميدان العتبة ،كانت أصداء أغنيات الألبوم الذي صدر قبل يوم واحد فقط تملأ المكان وتتردد في جنبات الميدان ، كنت وقتها من محبي إيهاب وأعجبت جدا بالألبوم الأول المتكامل الذي أصدره قبلها بعام (إكمني ) ، وقبلها أيضا لفتت انتباهي أغنية ( داني ) التي قدمها في (لقاء النجوم ) مع حميد ورفاقه ، المهم ،كان أحد باعة الأرصفة يضع علي طاولة خشبية عشرات النسخ من الشريط ، وهمست لصديقي أنني أقاوم رغبة ملحة في سرقة نسخة ،أثناء همسي له وفي أقل من ثانية التفت البائع خلفه لسبب ما ،لفتة لا تتجاوز الفيمتوثانية ، كانت كافية لشخص ( خفيف الروح واليد ) مثل أخوكم لالتقاط الشريط ووضعه في جيبه بكل تلقائية وبساطة ثم الانسحاب بهدوء من المكان وسط ذهول الصديق .
الغريب أنني وهذا الصديق ،قضينا معظم اوقاتنا في حي العباسية وفي منظقة قريبة من التي كان يسكن بها الأستاذ ايهاب ، كانت العباسية هي أحد ملاعب الصبا ، فبحكم أن صديقنا الثالث يسكن هناك ، وان صديقي كان يحب فتاة تسكن هذا الحي أيضا ، أصبحنا شبه مقيمين في العباسية ونحفظ شوارعها دربا دربا من غرب القشلاق إلي احمد سعيد إلي شارع كمال ،مرورا بالمستشفي اليوناني والإيطالي وكلية الهندسة ومدرسة الحسينية واسماعيل القباني وقبل كل هذا شارع (ميرفت أمين ) المحبب جدا إلي قلبي فقط لاسمه ، ولسنوات طوال مارست هواية المشي في شوارع هذه المنطقة العريقة ،أقطع شارع احمد سعيد طولا بدءا من نقطة تقاطعه مع شارع رمسيس ومصر والسودان ، إلي نهايته في شارع العباسية ،أحيانا أختار إكمال المسير في حواري العباسية وشوارعها الجانبية ،واحيان أخري اقطع شارع العباسية صعودا إلي الدراسة والبعوث والفردوس .، لكن غالبا ما كنت أفضل ان اتجه يسارا إلي شارع الجيش وباب الشعرية .
كان إيهاب حاضرا أيضا في قصة حب غريبة بين اثنين لم اعرف أبدا كيف بدأت ، لكنها قد تكون بدأت هكذا ، كانوا في بداية تعارفهما العادي ،يلتقيان كأصدقاء ، وكأصدقاء أيضا حكت له موقف طريف حدث معها وتكرر مرتين وكان بطله الأستاذ إيهاب توفيق ،و فاجأها صديقها أن إيهاب كان جارا له في الطفولة وكان يعرفه جيدا حتي أصبح نجما مشهورا واختفي من الحي ،والأكيد انه بدأ يحكي لها عن ذكرياته المشتركة معه في شوارع أحمد سعيد والعباسية ،الأكيد انه والأستاذ بفعل الانتماء الطبقي وتقارب السن كانا أصدقاء ، والأكيد ايضا انها بدأت تستمع له باهتمام ، ومع القص ، دخل الحب متسللا كالعادة .
لكن الأغرب من ذلك بالنسبة لي ،هو ما حدث قبل عام ، كنت مع أستاذي في الموسيقي في درس من دروسنا المعتادة ، وسألته عن سبب عدم اهتمامه أو توجهه للتلحين رغم انه احد أكبر أساتذة الموسيقي الشرقية ،عدد لي الأسباب التي جعلته يفضل التفرغ للتدريس ولتدريس العود تحديدا ،لكنه فاجأني أنه قدم لحنا واحدا في حياته وكان هذا اللحن من نصيب إيهاب توفيق الذي غناه فعلا في عدة حفلات ، وأسمعني اللحن وكان لحنا جميلا ، وسألته لماذا إيهاب تحديدا وفقط هو الذي قدمت له لحنا ؟ وفاجأني أن إيهاب كان تلميذه النجيب ! وانه هو الذي علمه الموسيقي وعلمه العزف علي العود ! وأن إيهاب كان عازف جيد لكنه فضل التفرغ للغناء ، قال استاذي أيضا أنه قليلا ما يلتقي بمشاريع موسيقية جيدة وللأسف بعضهم يضل الطريق بعد ذلك لسبب أو لأخر ويهدرون طاقاتهم .
تماما مثلما فعلت الآن بهدر وقتي ووقتكم في هذه الكتابة .