لم اكن أنوي ابدا الاقتراب بالكتابه عن هذا الرجل فالمساحه التي يحتلها في قلبي أكبر بكثير من قدره القلم عن التعبير عنها وأنا أخشي تماما من الكتابه عمن احبهم بشده
في أي مجال أو حقل إبداعي او غير إبداعي يوجد دوما شهداء لقضيتهم شهداء اعطوا للمجال الذي أخلصوا له اكثر بكثير مما أخذوا منه ولم ينالوا حقهم الكافي من التقدير والغريب ان هذا التقدير يكون عاده لدي هذه النماذج هو أخر ما يبحثون عنه ولعل هذا تحديدا هو ما يحولهم إلي أساطير
إنه نصري شمس الدين المطرب اللبناني الجميل والعظيم والبطل الدائم بجوار فيروز في كافه أعمال الرحبانيه الموسيقيه والمسرحيه والسينمائيه أيضا أشهر (مختار ) او عمده في تاريخ الدراما العربيه وأجملهم طبعا بملامحه التي تحمل الحده والجديه في جانب والطيبه والمسؤوليه في جانب اخر
كان العالم الرحباني بالنسبه لشخصي المتواضع هو العالم المثالي الذي أحلم به دوما (ضيعه ) أو قريه صغيره أهلها بسطاء ومتعاونون مشاكلهم بسيطه لأن حياتهم نفسها بسيطه وكلهم بيغنوا ويرقصوا وبالليل يسهروا يحكوا حواديت عند بيت المختار صوره رائعه رسمها الرحابنه باقتدار للضيعه اللبنانيه
هذه الضيعه كان نصري هو اجمل مفرداتها بصوته القوي المهيب والناعم في ذات الوقت وملامحه القويه التي تحمل شموخا واضحا وإحساس كبير بالمسؤليه والطيبه في ذات الوقت تحس انه اب للضيعه كلها علي فكره كان دايما بيفكرني بخالي ملامحمهم قريبه من بعض جدا والغريب ان خالي في بلدنا في قتا برضه هو كبير البلد والناس ملمومه حوالين قعدته المسائيه علي دكته المهيبه في ساحه شديده الشبه تماما بالأجواء الرحبانيه بالمناسبه قريتنا علي بعضها تبدو كانها جزء من العالم الرحباني بسبب طبيعتها الجغرافيه البديعه
بدا نصري شمس الدين مسيرته الفنيه في نهايه الأربعينات والغريب ان بدايته كانت في مصر لكنه قرر العوده سريعا إلي لبنان حيث شعر ان مكانه الحقيقي هو لبنان وليس مصر وهناك التقي مع المبدعين العظيمين عاصي ومنصور رحباني الذين كانا يبلوران مشروعا فنيا ضخما عماده هو المسرح الغنائي وكان نصري هو البطل الذي يبحثون عنه تماما ليقف بجوار فيروز لتبدا تجربه فنيه من اجمل وأقيم ما قدمه المسرح الغنائي العربي عبر تاريخه
وفي هذه الأعمال لا يمكن لأي منصف ان يغفل دور نصري في نجاح التجربه عامه لا يمكن ان تتخيل ان نصري لم يكون موجودا في هذه الأعمال بصوته المميز والعبقري وطربوشه وشنبه وخفه دمه فرض نصري نفسه ضلعا رابعا أساسيا في التجربه الرحبانيه فالغريب ان الجميع يصر ان اضلاع التجربه كانوا ثلاثه هم عاصي ومنصور وفيروز لكن ما اراه وأعتقده ان اعمده التجربه كانوا أربعه وليسوا ثلاثه
وطوال عشرين عاما ظل نصري البطل الدائم بجوار فيروز وقدم مئات الأعمال الغنائيه الناجحه والبديعه والتي تري من خلالها جبال لبنان ووديانه وثلوجه وأشجاره
كان نصري شديد الطيبه والتواضع لم يكن يقدر نفسه حق قدرها ابدا كان فخورا وسعيدا بالمساحه التي اعطاها له الرحابنه في مسرحهم وأعمالهم الفنيه وكان يري نفسه فقط باعتباره جزء صغير من مشروع كبير ولم يكن يدرك انه احد اهم اعمده هذا المشروع لكبير لم يكن يناقش عاصي ومنصور ابدا فيما يقررونه ويؤدي كما يطلبون منه ان يؤدي برضا تام ولعل ما لا يعلمه احد تقريبا ان اغنيه (نسم علينا الهوي ) أشهر أغاني فيروز كان نصري هو الذي سيغنيها أصلا لكن عاصي تدخل في أخر لحظه وقرران تغنيها فيروز ورضخ نصري لطلب عاصي وتركها لفيروز لكنه ظل حتي مماته حزينا بسبب هذا الموقف فقد كان يتمني ان يغني هو هذه الأغنيه تحديدا لكنه تركها لرفيقه دربه الفني فيروز والأغرب ايضا انه بكي في إحدي المرات حينما سأله صديق له عن هذه الواقعه
وتفكك المشروع الرحباني في نهايه السبعينات بانفصال عاصي عن فيروز و وجد كل واحد من اضلاع التجربه نفسه يسير بمفرده وفي العام 1983 وقف نصري علي المسرح في دمشق لأول مره بدون فيروز وامتلات جوانب المسرح بعشرات الألاف من المتفرجين الذين اتوا من كافه البلاد العربيه ليستمعوا إلي نصري الذي لم يكن يتخيل انه يحتل هذه المكانه في قلوب الجماهير وصعد إلي المسرح في ظل تصفيق مدوي لم يتحمله قلبه وشخصه البسيط المتواضع
فمات علي الفور
وعاد الجثمان إلي لبنان ليدفن هناك وسار ألاف اللبنانين خلف النعش وارتفع صوت الاذان من المساجد ودقت اجراس الكنائس في وقت واحد في مشهد بديع تكريما للراحل العظيم
النهارده ذكري رحيل نصري
طبت حيا وميتا يا مختار المخاتير
في أي مجال أو حقل إبداعي او غير إبداعي يوجد دوما شهداء لقضيتهم شهداء اعطوا للمجال الذي أخلصوا له اكثر بكثير مما أخذوا منه ولم ينالوا حقهم الكافي من التقدير والغريب ان هذا التقدير يكون عاده لدي هذه النماذج هو أخر ما يبحثون عنه ولعل هذا تحديدا هو ما يحولهم إلي أساطير
إنه نصري شمس الدين المطرب اللبناني الجميل والعظيم والبطل الدائم بجوار فيروز في كافه أعمال الرحبانيه الموسيقيه والمسرحيه والسينمائيه أيضا أشهر (مختار ) او عمده في تاريخ الدراما العربيه وأجملهم طبعا بملامحه التي تحمل الحده والجديه في جانب والطيبه والمسؤوليه في جانب اخر
كان العالم الرحباني بالنسبه لشخصي المتواضع هو العالم المثالي الذي أحلم به دوما (ضيعه ) أو قريه صغيره أهلها بسطاء ومتعاونون مشاكلهم بسيطه لأن حياتهم نفسها بسيطه وكلهم بيغنوا ويرقصوا وبالليل يسهروا يحكوا حواديت عند بيت المختار صوره رائعه رسمها الرحابنه باقتدار للضيعه اللبنانيه
هذه الضيعه كان نصري هو اجمل مفرداتها بصوته القوي المهيب والناعم في ذات الوقت وملامحه القويه التي تحمل شموخا واضحا وإحساس كبير بالمسؤليه والطيبه في ذات الوقت تحس انه اب للضيعه كلها علي فكره كان دايما بيفكرني بخالي ملامحمهم قريبه من بعض جدا والغريب ان خالي في بلدنا في قتا برضه هو كبير البلد والناس ملمومه حوالين قعدته المسائيه علي دكته المهيبه في ساحه شديده الشبه تماما بالأجواء الرحبانيه بالمناسبه قريتنا علي بعضها تبدو كانها جزء من العالم الرحباني بسبب طبيعتها الجغرافيه البديعه
بدا نصري شمس الدين مسيرته الفنيه في نهايه الأربعينات والغريب ان بدايته كانت في مصر لكنه قرر العوده سريعا إلي لبنان حيث شعر ان مكانه الحقيقي هو لبنان وليس مصر وهناك التقي مع المبدعين العظيمين عاصي ومنصور رحباني الذين كانا يبلوران مشروعا فنيا ضخما عماده هو المسرح الغنائي وكان نصري هو البطل الذي يبحثون عنه تماما ليقف بجوار فيروز لتبدا تجربه فنيه من اجمل وأقيم ما قدمه المسرح الغنائي العربي عبر تاريخه
وفي هذه الأعمال لا يمكن لأي منصف ان يغفل دور نصري في نجاح التجربه عامه لا يمكن ان تتخيل ان نصري لم يكون موجودا في هذه الأعمال بصوته المميز والعبقري وطربوشه وشنبه وخفه دمه فرض نصري نفسه ضلعا رابعا أساسيا في التجربه الرحبانيه فالغريب ان الجميع يصر ان اضلاع التجربه كانوا ثلاثه هم عاصي ومنصور وفيروز لكن ما اراه وأعتقده ان اعمده التجربه كانوا أربعه وليسوا ثلاثه
وطوال عشرين عاما ظل نصري البطل الدائم بجوار فيروز وقدم مئات الأعمال الغنائيه الناجحه والبديعه والتي تري من خلالها جبال لبنان ووديانه وثلوجه وأشجاره
كان نصري شديد الطيبه والتواضع لم يكن يقدر نفسه حق قدرها ابدا كان فخورا وسعيدا بالمساحه التي اعطاها له الرحابنه في مسرحهم وأعمالهم الفنيه وكان يري نفسه فقط باعتباره جزء صغير من مشروع كبير ولم يكن يدرك انه احد اهم اعمده هذا المشروع لكبير لم يكن يناقش عاصي ومنصور ابدا فيما يقررونه ويؤدي كما يطلبون منه ان يؤدي برضا تام ولعل ما لا يعلمه احد تقريبا ان اغنيه (نسم علينا الهوي ) أشهر أغاني فيروز كان نصري هو الذي سيغنيها أصلا لكن عاصي تدخل في أخر لحظه وقرران تغنيها فيروز ورضخ نصري لطلب عاصي وتركها لفيروز لكنه ظل حتي مماته حزينا بسبب هذا الموقف فقد كان يتمني ان يغني هو هذه الأغنيه تحديدا لكنه تركها لرفيقه دربه الفني فيروز والأغرب ايضا انه بكي في إحدي المرات حينما سأله صديق له عن هذه الواقعه
وتفكك المشروع الرحباني في نهايه السبعينات بانفصال عاصي عن فيروز و وجد كل واحد من اضلاع التجربه نفسه يسير بمفرده وفي العام 1983 وقف نصري علي المسرح في دمشق لأول مره بدون فيروز وامتلات جوانب المسرح بعشرات الألاف من المتفرجين الذين اتوا من كافه البلاد العربيه ليستمعوا إلي نصري الذي لم يكن يتخيل انه يحتل هذه المكانه في قلوب الجماهير وصعد إلي المسرح في ظل تصفيق مدوي لم يتحمله قلبه وشخصه البسيط المتواضع
فمات علي الفور
وعاد الجثمان إلي لبنان ليدفن هناك وسار ألاف اللبنانين خلف النعش وارتفع صوت الاذان من المساجد ودقت اجراس الكنائس في وقت واحد في مشهد بديع تكريما للراحل العظيم
النهارده ذكري رحيل نصري
طبت حيا وميتا يا مختار المخاتير
9 comments:
همممممممممم....الواضح ان قلبك لايحتله سوى الرجال... اكاد اشم التفرقة العنصرية المبنية على اساس النوع الاجتماعي....
متشكر اوى لك لأنى بجد مكنتش اعرفه
والله عظيم ...يا استاذ
الرحبانية وغيرهم انما يحلوا ملامح مرحلة غاية فى الثراء فمع بداية الخمسينيات حملت المنطقة حلم وحلم واحد فقط وهو التوجة القومى واستطاع هذا الحلم ان يستنهض الهمم والطاقات فى مجالاتها المختلفة واصبحت الموسيقى هى ترجمان المرحله بكل جمالياتها وصوتها العالى بلا صخب ولا نشاز فالحلم واحد والامانى متراصه جنبا الى جنب لتكتمل
وتتجسد معانى اشبه بشكل الاوركستراتمتدعلى طول الوطن العربى كله وللاسف نجح الغرب فى وادة كما قتل شقيقه الكبر من قبل التوسعى عند محمد على والاصغر اقصد الاصلاحى عند السادات ولو سالت واحدا من جيل الوسط اى المراحل هى الجمل فى عمرك يرد بلا تردد بل الستينات ...رغم 67
هايل يا زعيم، انا بحب الراجل دا قوي عندي بعض المسرحيات اللي شارك فيها مع فيروز بس علي كاست ومنهم المقطع دا انا حافظة كل الحوار اللي ف المسرحية دي بأغانيها وبحبها جدا
شكرا للمعلومات اللى كتبتها عن نصري شمس الدين لاني بعرف صوته واسمه بس
الله يرحمه
بتخاف من الكتابة عن الناس اللي بتحبهم؟
معني كدة انك مش هتكتب عني مرة؟
هههه هههههههههههههه
..((
اسف يا عمر منعنى الانفعال ان اتنبه الى عدم توقيعى على الرد وان ارسل اليك كل الواجب المستحق من الثناء والشكر على الموضوع الهايل والذى مازال يؤكد على اتصالك بالمنطقة المثالية فى الحياة لتصبح انت وامثالك من الثالين رغم معاناتهم المثل الجسرالذى يمثل السراط الى الحياة بمعناها
بس ايه رايك فى فكرة الحلم الواحد ... وفترة الستينات
تحياتى مع خالص تقديرى
صبرى
إكرام العزيزه
هههههههههه
والله يا إكرام لما يمتليئ بالرجال يبقي أأمن برضه
حتب لانقع تحت طائله عقاب ام نور
تحياتي
-----------------------------
عزيزي محمد عبد الغفار
العفو يا جميل لا شكر علي واجب
علي فكره الموضوع ده كتبته وكنت متعمد انه يكون بصيغه صحفيه بدرجه كبيره ربما لأني اصلا كنت ناوي انشره في الجرنان لولا بعض الظروف
تحياتي
---------------------------
عمي وصديقي المهندس صبري
قلت المفيد يا زعيم تسلم أيدك
لم تكن ابدا صدفه ان تنجب هذه المرحله تحيدا كل هؤلاء المبدعين وفي شتي المجالات
الإبداع ينتعش دائما مع وجود قضيه كبري وهدف كبير للناس ينتعش مع الأحلام الجماعيه والقيم الكبري
تحياتي لشخصك الجميل
-------------------------------
زنزانه صديقتي الصدوق
ميرسي يا ست الكل
وما تخافيش إنتي استثناء وهكتب عنك ان شاء الله بس مش تدوينه لا لا لالالالا
هكتب عنك كتاب بحاله هههههههههههههه
تحياتي يا افندم
عمر
جميل ان تتذكر وان تكتب عن من ينساهم الزمان
لم اكن اعرف شىء عن تاريخه
فشكرا على المعلومة
والعزاء انه ترك خلفه ارث نسمعه
تحياتى
مدونتك جميلة يا عمر، مثلك أنا ايضا أحب نصري جدا، و لكنك ألمتني بقصة موته
كتاب كتاب زي بعضه
خللي بالك احسن بصدق واشبط زي ابنك نور
شكرا يا جميل علي اليوم الجميل
Post a Comment