نزلت محطه سرايا القبه ومنها كملت السكه مشي لغايه البنك في روكسي لاستلام حواله اخويا باعتهالي من قنا عشان اشتريله حاجه ، فكرت في نوع المشكله اللي هقابلها في البنك كالعاده ، يا تري هيكون إسمي مكتوب غلط او اسمه هو اوغيرها من مشاكلي المعتاده في هذه المواقف والحمد لله كانت المشكله بسيطه خالص السيستم كله علي بعضه واقع في البنك واضطريت اروح اقرب فرع علي بعد اتنين كيلو
اعتياد المواقف دي واضح انه ساب أثر فيا ما بقيتش اقف ازعق والعن في سلسفيل اللي جابوهم زي زمان ، اللي يشوفني واتنا بزعق ولا بتخانق يتخيل اني مهراجا هندي
التمشيه كانت فرصه طيبه بقالي زمان ما مشسيتش في شوارع مصر الجديده ، أيام ثانوي كنا أسبوعيا هناك انا وصحابي بنتمشي ونغتي ونتفرج ع المحلات أيام
الشوارع هاديه لأنه يوم حد عديت جنب حديقه الميريلاند وذكريات مع إخوتي وابي رحمه الله إفتكرت ان كانت متعته واحنا هناك انه يقعد في هدوء وسلام يقرا الجرايد في الشمس ، أيامها كنت بستغرب ان تكون متعه البني ادم انه يقعد في هدوء وبس ، لفت الايام وبقيت انا كمان أب وفهمته
التمشيه جابت معايا سخريه ، لم أتغير كثيرا عن الطفل الذي كان من المفترض ان يتركني ويرحل ، ، أو أرحل انا إلي عالم الكبار كما تقول شهاده الميلاد أو أوضاعي الاجتماعيه ( متزوج ويعول ) يبدو انني لن أكبر ابدا ولن أتغير أبدا ، أدركت ذلك حينما اتخذت القرار اثناء التمشيه ، انا مبسوط وفل مش رايح الشغل النهارده ، أحوج ما أكون إلي التركيز في العمل هذه الايام عشان اتعين واخلص بس ما فيش فايده فيا نصف ملتزم ، مسؤول جدا وغير مسؤول علي الإطلاق أحيانا
البنك زحمه لأن الناس كلها محوله ع الفرع ده بسبب عطل الفرع التاني أخدت رقم وطلعت اشرب سيجاره ، البنك بالنسبالي موضوع للتامل والسخريه انا ما بروحش البنوك كتير لسبب واحد إني ما عنديش حساب في بنوك اكبر رقم كان في حسابي هو ألف جنيه وكنت سالفه من مراتي ههههههه ، ورصيدي دلوقتي ميت جنيه
أخر مره رحت اسحب فلوس كان رصيدي في البنك خمسميت جنيه وسحبت منهم ربعميه المهم علي نفس الشباك ، جه مواطن من اللي بيشيلوا الفلوس في زكايب ( بجد مش هزار ) وجاي يحط ميه وستين الف جنيه كان مشهد مشرف بصراحه وانا قاعد بسحب الفلوس والصراف بص لي بابتسامه فلتت منه غصب عنه ههههه مشهد مسخره بصراحه
في البنوك عاده بقابل أصناف من البشر ما بتتغيرش ابد ا عده فصايل بتكرر نفسها طول الوقت كل اما اروح
فصيله اصحاب المعاشات اللي رايحين ياخدوا معاشهم ناس مهذبين عاده سواء كانوا رجاله او ستات غالبا بيفتحوا حوارات مع اللي حواليهم في اي كلام والرجاله منهم بيبقي باين عليهم قوي انهم متضايقين من فكره انهم بقوا ع المعاش
فصيله تانيه هما الستات اللي تحس انهم جايين من شارع الهرم شكلهم بيقول انهم في اواخر التلاتينات او اوائل الاربعينات من العمر ، لابسين كعب عالي عاده وبنطلون ضيق نضاره شمس وبتتكلم في التليفون بطريقه بلدي حتي لو حاولت العكس ، مستعجله وشايفه نفسها اهم واحده في البنك ولازم تمشي قبل الناس كلها أيا ما كان الامر ، وعاده بيتصرفوا ويمشوا قبل الناس كلها فعلا وطظ في اللي قبل منهم وحصل ده المره دي كمان وضحكت بسخريه لما شفتها واقفه ع الخزنه بتقبض رغم انها دخلت بعدي بتلت ساعه
فصيله تالته هما الستات اللي جايلاهم تحويلات من بره ( الخليج غالبا ) ودول نوعين
النوع الأول هما الستات الكبار ودول أداءهم عادي تقريبا
النوع التاني هم الاصغر منهن قليلا ودول عاده شكلهم فرحانين قوي بحنفيه الفلوس اللي اتفتحت عليهم ، عاده محجبات ولابسين ضيق ( الخلطه السريه المزيفه اللي بكرهها )قليل منهم اللي تلاقيها لابسه نضاره شمس ، بيتصرفوا بثقه نسبيه ودلع نسبي احيانا وهدوء نسبي (زياد رحباني ) وقله أدب نسبيه ) أحيانا ، لم ولن أنسي وانا في ويسترن يونيون مره واحده من هذه الفصيله وهي قاعده بتتدلع مع الصراف ووبوقاحه لا داعي لذكر تفاصيلها ، عشان تخلص مشكله في التحويل
الفصيله الرابعه هما صحاببنا بتوع زكايب الفلوس اللي اتكلمنا عنهم من شويه ودول عاده ما بيبقاش باين عليهم ابدا انهم معاهم كل الفلوس دي
الفصيله الخامسه هم انا وامثالي الدخلاء علي هذا العالم ببقي حاسس اني خايف لمدير البنك يشوفني ليقول لي ما تجيش هنا تاني او يوصي الامن بالتعامل معايا بالطريقه التي استحقها عقابا علي قيامي بهدر وقت البنك في كلام فارغ
خلصت وخرجت اشتري الحاجه اللي بعتلي الفلوس عشان اشتريهالو وخدتني التمشيه علي الشوارع القديمه اللي بقالي سنين ما عتبتهاش ، محلات اللبس اللي كنا بنروحها انا وصحابي زي ما هي تقريبا ، ابتسمت وافتكرت الاوهام اللي كنا عايشين فيها قال ايه نشتري من المحل الفلاني ولا العلاني ، وكلها محلات عاديه ولا تفرق حاجه عن غيرها ما اكثر الاوهام في هذا العالم
وقفت علي محطه الوتوبيس اللي قصاد ملاهي ادهم عدي اوتوبيس بس كان زحمه شويه ببص فيه لقيت واحد صاحبي اسمه هاني فضل قاعد جواه شاورنا لبعض وابتسمنا وابتسمت بيني وبين نفسي كالعاده ل اذهب إلي أي مكان في هذه العالم إلا والتقي بشخص اعرفه( راجعوا قصه الرحله الالمانيه ) عادي
ركبت اوتبيس مكيف رايح عبد المنعم رياض الركاب شكلهم محترم قوي وباين عليهم من جمهور التاكسيات بشكل عام تذكرت كتاب الراحل رمزي زكي ( وداعا للطبقه الوسطي ) وضحكت برضه
نزلت في نص السكه عند جامعه عين شمس أييييييييييييييه كل الطلبه دول وأي مستقبل أسود ينتظر هؤلاء في هذا البلد المنكوب إلا من رحم ربك ما فيش فايده فيا ابدا السياسه في دمي الجيوش دي هتشتغل ازاي وفين وهيتجوزوا ازاي ومين للحظه سيطرت عليا فكره ان تلات اربع العيال دي متجوزه بعض في السر
قررت اركب المترو لغايه وسط البلد من محطه منشيه الصدر مشيت وسط الطلبه اللي خارجين من الامتحانات حسيت ان في فجوه كبيره بيني و بينهم وما فهمتش دي بسبب العمر ولا بسبب حاجات تانيه
وصلت محطه المترو وهناك قلت مش راكب وقررت اركب من كوبري القبه وبالره اكل هناك عند واحد بتاع كشري كنا بناكل عنده انا وهشام الخنيق زمان
وصلت كوبري القبه لقيت بتاع كشري جديد فتح قلت اما اجرب وياريتني ما اتهببت جربت الأكل وحش جدا سبته في نصه مشيت
وقفت اشرب سجاره لقيت واحد بتاع كتب قديمه وقفت اتفرج فرجه الخبير تختلف عن فرجه الهاوي اول كتاب عيني وقعت عليه كان كتاب موسيقي بفتحه لقيت فيه نوت موسيقيه لأغاني فيروز قلت سبحان الله والغريب جدا ان كان فيه النوته بتاعت اغنيه ( يا رايح ع كفر حالا )اللي لسه كاتب عنها قبلها بيومين عبث
بياع الكتب شاب صغير في حدود عشرين سنه إبن كار بصحيح هههههههههههه الولد مؤدب جدا وما بيشتغلش حاجه تاني غير فرشه الكتب دي معاه دبلوم صنايع سألته اذا كان عنده كتب مزيكا تاني قاللي ايوه وغاب دقيقتين ورجع جاب لي كتاب نوت موسيقي للبيانو باللغه الايطاليه قاللي انه ما بيفهمش ابدا الرموز الغريبه دي وازاي الناس بتقرا الحاجات دي
طلعت ورقه وقلم من شنطتي ورسمت له المدرج الموسيقي والسلم الموسيقي وشرحت له قلت له ان الموضع زي الحروف بتاعت الكتابه زي الف به ته ثه هي رموز عشان العازف لما يشوفها ويركبها علي بعض يعرف يعزف اللحن
بدا عليه الاندهاش من الموضوع بس فهمه وقاللي يا باشا ده انت فهمتني حاجه ما كنتش فاكر اني ممكن افهمها
ضحكت وقلت له انا من سنتين بالظبط كنت بقول نفس الكلمه
واحنا قاعدين ع الرصيف عدي مشجعين الزمالك رايحين الاستاد ( النهارده ماتش انبي في نهائي الكاس ) علق ساخرا يا خساره شبابك يا مصر
قلت في سري لو عرف اني رايح الاستاد بعد شويه هيتاكد اني مجنون
خد نمرتي وسلمنا علي بعض وقلت له علي فكره إوعي تشتغل في الكتب شوف لك اي شغلانه تانيه
ركبت المترو
ونزلت وسط البلد
عشان اكمل باقي اليوم بشكل تقليدي
2 comments:
يوم السبت كنت فى هامبورج, وعليه لم اقراء ردك الا اليوم. اولا استغرابي نابع من اختلاف محتوي المدونتين. و كتابتك اليوم اصابتني ببعض الحيره لانك تحكي عن مصر و تستخدم جهاز كمبيوتر لا يحتوى علي سيستم عربى؟ و من اسبوعين كنت ف بدايه الكورس و كورسات معهد جوته تستمر 3 شهور. لو محتاج اى حاجه زور صفحتنا
http://www.esab-gr.de/
انت مش معايا يا عمر ان الموضوع اشبة بالقصة القصيرة .... فعلا يصلح قصة قصيرةهى هى اللغة المكثفة وتترك فى النهاية حالة وحيرة ... ارجوك جرب تكتب قصة قصيرة
صبرى
Post a Comment