في كل مكان سكنت فيه ، كان بيتكرر نفس الموضوع بالظبط كل مره،أنسي شباك المطبخ مفتوح يومين ، أبص الاقي يمامه عششت في المطبخ فوق أي حاجه عاليه ، ، هي وعيالها ،حصل الكلام ده في شقه عين شمس ، وشقه كوبري القبه وشقه سراي القبه أيضا ،ده بخلاف ان ع الشبابيك نفسها وبشكل دائم ، لازم يبقي فيه يمامه موجوده تروح وتيجي تقعد علي لوح الخشب الصغير اللي تحت الشباك ، أنا ما كنتش مدي الموضوع اهتمام بس المره دي اهتميت بيه بقي وفكرت شويه ،جايز اللي خلاني افكر هو اليمامه الي جات عندي في المكتبه وما كانتش راضيه تمشي و التعليق الغريب من صاحبي اللي حضر الموقف لما قال انها حاسه بالأمان ، وجايز لأن الموضوع ملفت للنظر فعلا ،بس انا عموما مش لاقيله تفسير خصوصا أن اليمام لا يمثل بالنسبه لي الشيء الكثير ،وعلي أي حال اللي مش لاقيله تفسير النهارده جايز يتفسر بكره
في أولي ثانوي كنت كثير الزوغان من المدرسة كماتعلمون ،وبالتوازي مع ذلك بدأ نشاطي السياسي الفعلي علي الأرض ،اولي ثانوي كانت حرب الخليج ، ومؤتمرات أحزاب المعارضه ضد الحرب علي العراق كانت لا تنتهي ،كانت جريده الشعب الناطقه باسم حزب العمل ومعها جريده مصر الفتاه هما أعلي الاصوات في الهجوم علي النظام المصري في قرار المشاركه في الحرب، ومن هنا عرف اخوكم طريقه إلي حزب العمل بشارع بورسعيد بالسيده زينب ، أيوه التلميذ الللي مزوغ من المدرسه الصبح ،هو اللي في مؤتمر حزب العمل بالليل بيسمع ويردد هتافات خيبر خيبر يا يهود ، وزحف الإسلام قادم ، وعائد عائد يا إسلام حاكم حاكم يا قرآن إلخ ،وما أتذكره عن تلك اللحظات كثير جدا ، خصوصا مشاهده إبراهيم شكري زعيم الحزب لأول مره لأنني كنت قد قرات عنه في كتب التاريخ أنه (الشهيد الحي ) بعد ضربه بالرصاص في الأربعينات أثناء الاحتلال الانجليزي ،كنت حاسس وانا شايفه اني جوه كتاب تاريخ مش في مؤتمر ، المهم اللي فاكره كويس بقي ان المؤتمرات دي لم تكن احتجاجا علي مشاركه مصر في الحرب ، بقدر ما كانت تأييدا لصدام حسين
ودي قصه وقفت قدامها كتير بعدها بسنين طويله
أيه اللي يخللي حد يدعم أحد أسوأ نماذج الطغيان والاستبداد في العالم؟
طاب انا وأمثالي كنا عيال وقتهاوعندنا خمستاشر سنه وممكن يضحك علينا ومن حقنا نغلط ، ، طاب انت يا ابراهيم يا شكري اللي عندك تمانين سنه وقتها ، ما كنتش تعرف انه طاغية ومجرم ؟، طاب تفتكروا الواحد كام مره تبني مواقف سياسيه خاطئه في حياته ؟للأسف كتير برضه ، وهل معقول انا كنت مؤيد للإسلاميين في وقت من الأوقات ، وهل الضفه أو الزاويه اللي بتبص بيها للعالم دلوقتي هي الزاويه الصحيح؟
برضه الإجابه مؤجله حتي إشعار آخر
لقاءات الأصدقاء القدامي الذين اختفوا قبل عشرين عاما ثم قابلتهم الشهر الماضي تصلح لإثارة الدهشة ، خاصه الصديق الذي كتبت عنه في هذه المدونه وتواصلنا أيضا من خلالها ، ووجه الدهشه في لقاء الأصدقاء أننا لم نشعر بأي غربه ، وبدا كأننا لم نفترق يوما بسبب الحميميه والتلقائيه التي غلفت اللقاءات ، الصديق الذي كتبت عنه هنا ، تفوق علي خيالي حين التقيته ، كنت أتوقع انني سأجده قد أصبح شخصيه تقليديه يشبه الملايين التي تتحرك في الأرض الذين لا هم لهم سوي البيت والعمل والدخول بالقدم اليمني
لكنني وجدته نابغا ألمعيا كما تركته تماما
سعدت لأنه كان مهتما بالبحث عني ضمن مجموعه من الأصدقاء سعي لمعرفه مصيرهم ،وقال أنه توصل لي عبر النت ، لكن الغريب كان قوله أنه قرأ ما أكتبه حرفا حرفا ،إستغربت ذلك لأن إحساسي الدائم هو انني أكتب في الفراغ ، واستغربت كثيرا أن المقهي الذي اختاره لنجلس عليه كان مقهي مفضل لصديق قديم يختفي سنوات ثم يعود أيضا
تصبحوا علي خير
No comments:
Post a Comment