قبل ثمانية عشر عاما ،
كنت أقف في الجامعة مع زميل ، في إيدي
(كشكول ) بكتب فيه المحاضرات ، وعلي الكشكول صورة ل(دولفين ) بيتقافز في حمام
سباحة وكده يعني ، المهم زميلي بص ع
الصورة وقال ( ظريف الحوت الأزرق ده ) !
قلتله بتهزر طبعا ، ده درفيل حضرتك ،
وكانت المفاجأة المذهلة إنه مقتنع تماما ان دي صورة حوت أزرق ، إصرار تام
ان ده حوت ازرق ، أجيبه يمين شمال ،أبدا ، أحاول اشرحله وافهمه ان ما فيش حوت أرزق
بيعمل عروض في حمامات السباحة لا يمكن اللي في دماغه في دماغه .
كما هو واضح لم أنسي هذا الموقف ما حييت ، وأتذكره من آن
لآخر حين أصطدم بنماذج من هذا النوع ليست
الازمة مع هذا النوع في ( نشوفية الدماغ ) مثلا او صلابتها ، أبدا ، الأزمة هي في تغييب المنطق ، كمثال من نوع تاني جمهور الزمالك مثلا ، إذا افترضنا ان مصر فيها خمسة
مليون زملكاوي ، فالأكيد أن منهم أربعة ملايين ( علي الأقل ) يعتقدون ان مشكلة
ناديهم وسر تفوق الأهلي هي ( الحظ ) ولا شيء آخر ، ولن يستمع إليك أبدا إذا حاولت
إقناعه ان الحظ لا يحابي فريقا لمدة قرن
كامل من الزمان ، ولا يعاند فريقا آخر
قرنا أيضا ، لن يستمع ولن يقتنع .
من اللحظة التي عشت
فيها موقف ( الحوت الأزرق ) ، أطلقت علي هذا النوع من البشر لقب ( العائش في
الحديقة ) ، شخص مع نفسه لا يعترف بحقائق أوضح من الشمس ، ولا يستخدم المنطق في أي
شيء ، يكتفي بالأفكار التي قد تلمع في ذهنه في لحظة من اللحظات ، ثم يبني عليها
أفكار اخري وهمية أيضا ، لكنها في
نظره الحقيقة التي لا تقبل نقاشا
قبل قرابة عام أو أكثر
صدر الحكم بحبس مبارك علي ذمة التحقيق في القضايا التي يحاكم بسببها ، وخلال
الفترة التي سبقت محاكمته ، كنت لحسن الحظ اعتمادا علي المصادر ، أعلم تماما أن محاكمته
ستتم علنا وسيري العالم بأكمله مبارك محبوسا في قفص ، واتابع ما يكتب في الصحف
وتتناقله وسائل الإعلام ويردده غالبية الكتاب والنشطاء ، أن محاكمته لن تتم ولن
يظهر في القفص وأن الموضوع ( مسرحية مسرحية ) ،أقرأ واتابع وأضرب كفا بكف ، وهو ما تكرر بشكل
أقل حدة في قضية ( عمر سليمان ) وترشحه لرئاسة الجمهورية حين أصر كاتب سياسي كبير بحجم عبد الحليم قنديل
( وهو مناضل حقيقي في عصر مبارك لا شك ) ،
أصر علي أن سليمان هو الرئيس القادم وانه
مرشح المجلس العسكري لا جدال وان وان ، إلخ
، إلي أن اتضح ان الموضوع لا أساس له أصلا
قس علي ذلك عشرات
المواضيع والمواقف يوميا تندرج جميعها تحت
فصيلة ( العائش في الحديقة ) ، أفكار مرسلة
فقط تلبي الحاجة النفسية لمن يتبنون نفس الرؤية ، دون تحقق من مدي صحتها أو
دقتها ، تماما كقصة ( حظ الأهلي ونحس الزمالك ) المريحة جدا لجمهور الأخير
قبل شهور ، أثناء
انتخابات مجلس الشعب ، علي قناة اون تي في تحدث كاتب معروف وأحد أصحاب الأعمدة
المقروءة في جريدة الشروق وأحد مديري
تحريرها أيضا ، تحدث عن تجربته في
الانتخابات فقال ، انه لم يتمكن من الوصول
للجنته الانتخابية لأنه اكتشف بعد أن وقف طابورا طويلا لعدة ساعات انه ذهب
إلي المكان الخطأ اعتمادا علي معلومة خاطئة قدمها له ( جاره )
حول لجنته الانتخابية ! مدير تحرير ومسؤول قطعا عن قسم التحقيقات لم يفكر في التحقق من معلومة تخص لجنته
الانتخابية ، أمي التي لم تكمل تعليمها بحثت عن مكان لجنتها علي المواقع
الإلكترونية وذهبت وانتخبت إعتمادا علي هذه المواقع بكل
سهولة ، لا أحتاج إلي التأكيد أنني لم اعد أثق في حرف واحد مما يكتبه مع كامل الاحترام له طبعا .وما ينطبق عليه
ينطبق علي كثيرين أخرين من وائل قنديل إلي الأسواني وغيرهم من فصيلة ( العائش في الحديقة ) مع
احترامنا لهم جميعا
امد الله في اعمارنا ،
وأعمار كل من من كتب حرفا وقدم برنامجا في الإعلام خلال الفترة التي أعقبت الثورة
، أمد الله في اعمار الجميع لحين اللحظة التي تظهر فيها الوثائق الكاشفة حول ملحمة
الثورة المصرية التي رغم بدايتها
العشوائية أديرت ب( إحكام ) حتي تتم
الإطاحة بمبارك ، ولا سامح الله كل من لعب
دورا في تضليل الناس وهو يعتقد انه يقول الحق ، دون ان يبذل المجهود الكافي اللازم
للوصول إلي الحقيقة أو الاقتراب منها علي الأقل
2 comments:
سبحان الله
واحد يرى الحوت الازرق دولفن
(لانه على كشكوله )
!!(وفى حمام السباحة )!!!
ويُصر على ذلك (لانه على كشكوله )!!!
"الهم اهدى قومى فانهم لا يعلمون "
يأخى اتقى الله وارجع الى الحق
لان الرجوع الى الحق خير لك من التممادى فى الباطل
وكما قال عبد االمنعم ابراهيم بعد أن راجع نفسه ورأى ببصيرته قبل بصره "ان العلبة دى فيه فيل"
ربنا يصلح الأحوال ويهدينا جميعا
Post a Comment