Thursday, December 29, 2011

صورة













في لحظات الإحباط ،تقوم بالعديد من الحيل الدفاعية للهروب من هذا الشعور ، كأن تستعيد ذكري يوم 25يناير او جمعة الغضب ، أو السنوات التي قضيناها نبشر بالثورة ، أيام الاعتصام بالتحرير ، ميدان التحرير يوم الخطبة الأخيرة لمبارك ، لكن اكثر ما تلجأ إليه هو –تأمل هذه الصورة من حفلة الأوبرا في مايوالعام الماضي .
فبراير 2010 تقرر فجأة دراسة الموسيقي ، تتوجه إلي الأوبرا للاستعلام عن إمكانية ذلك ،الموظفة تخبرك بمكان مركز تنمية المواهب وشروط الالتحاق ، تحمد الله ان شرط السن ليس من بينها ( عمرك خمسة وثلاثين عاما وشهرين ) وإمكانية الالتحاق بمكان لا يضع شروطا عمرية للدراسة تبقي ضئيلة لكن الله كان كريما معك ولم تجد شروطا مطلوبة سوي النجاح في اختبار القدرات الذي سيجريه لك المتخصصون ، تستعلم عن موعد تواجدهم وتنصرف ، وتعود بعدها بأيام في الموعد المحدد ، تسأل عن المكان وتقرع باب الغرفة وتدخل ، تخبر المدرس انك تريد دراسة العود ، يطلب منك الجلوس وسط بقية الدارسين ، يعزفون جملا بسيطة ، يطلب منك العزف ، تعزف ما كانوا يعزفونه ، يطلب منك عزف جملا أخري ، تعزفها أيضا بسهولة ، يقول متحمسا ( إستعدادك يفوق نسبة مائة بالمائة –مرحبا بك معنا )، وتبدأ مشوارك ومغامرتك الأثيرة
عامان مرا علي بدء هذه التجربة ، لا تستطيع ان تحكم إن كان المنجز خلال هذين العامين أقل او اكثر ، لكن قياسا علي ظروفك لا بأس ، علي الأقل اكتسبت الثقة ، تتذكر من آن لأخر كلمة معلمك (خُلٍقت موسيقيا ) ، تتذكر الكلمات المشجعة من أصدقاء طيبين ، عزفك في الجوريون وتصفيق الجميع ، كلمة نبيل القط ليلتها ( إحساس خاص جدا واستثنائي )

تتذكر الدقائق التي تسبق الحفل ، البروفة النهائية ، عدم تصديقك انك ستصعد خشبة المسرح الكبير للاوبرا ، العزف الجماعي مع فرقة كاملة (عود وقانون ) ، متي نعزف ومتي نصمت كي يعزف القانون ، صعودك خشبة المسرح الكبير للمرة الأولي في البروفة ، مقابلتك للمذيع احمد مختار وانتم في الكواليس قبل الصعود للمسرح بدقائق ، السلام الحار و الدهشة في عينه وهو يراك عازفا ضمن العازفين ،تتذكر النظرة الخاطفة علي الجمهور وهو يملأ الصالة ، عدم تصديقك أن علي الحجار يغني بجوارك ، تتذكر وانت تنظر إلي هذه الصورة طفلا عنيدا قد يعرف الإحباط ،لكنه لا يعرف اليأس أبدا ، تتذكر كل ذلك لتذكر نفسك أنك اقتربت مما ظننته مستحيلا وأن لا تراجع عن هذا المسار أيا كان الأمر

.

No comments: