Saturday, November 10, 2012

كدبة كل يوم



  
قهوة الصباح المعتادة  ، الذهاب للعمل الروتيني  المجهد  للأعصاب ، ثم العودة للوحدة والمنولوجات  
تعيش اسخف أيامك ، لا شيء يدعو للبهجة ، لا طاقة للكتابة ، والموسيقي عشوائية ، إلتزاماتك لا تنتهي  ويحبطك أن ما يأتي يذهب  ، وتتذكر والدك وأسباب  سيرته الطيبة  .
 نوم لا معني له  لا لون ولا طعم ، لا احلام ولا كوابيس ، تنتظر الاستيقاظ  لتتناول مجددا فنجان القهوة ، هل وقفت الأمور عند هذا الحد ؟ متع الحياة اختزلت في ذلك فقط ؟ فنجان صباحي وآخر مسائي  ؟    
تفكر في التحايل  والاتصال بأي حجة ، وتتراجع  لانك لست ممن يفعلون ذلك ،تبتلع ضيقك  منها  ،  هي لا تهتم ، أو تهتم وتكتم ، أنت لم تفعل ذلك معها ،  حين يساورك  القلق  عليها ، تتصل بها أو تسأل ،  تعلمت أن البشر يحتاجون من يقف بجوارهم مهما أبدوا من صلابة ، يضايقك أن العكس لا يحدث معك ،عادي .
تطمئن نفسك بأن ( كل شيء بأوانه ) ، ربما تخفي لك الأيام فرحة ما وتدخرها للمستقبل ، تتشبتث بالأسباب الصغيرة للفرح  ، النشرة  تقول ان أمطارا وموجة باردة قريبة ، حسنا هذا شيء يدعو للبهجة ، ستنهي عملك وتجلس في شرفتك  الصغيرة وتتأمل تقلبات السماء ، لكنها خذلتك رغم المقدمات الجيدة ، برق ثم أمطار خفيفة لم تدم سوي خمس دقائق  ، ثم لا شيء  ، حتي أنتِ ؟ لا يمكن ان تستمر الأمور هكذا ،تفكر في التحايل و  تقرر أن تبدء عداً تنازليا ، ستحدث لك  أشياء مبهجة خلال شهر ، قبل أن ينتصف الشهر القادم ستمر بخبرة سعيدة وربما أكثر  ،لننتظر  ونري


Tuesday, October 30, 2012

كورة





ساعات  يكون الحل انك تركز مع  كورتك وبس ، حطها تحت رجلك وحرص عليها جامد وبص قدامك وامشي بيها ، لو ركزت مع الجمهور اللي قاعد يمين وشمال مش هتخلص ، لا تركز مع  اللي بيسقفلك ولا اللي بيشتمك ولا تفكر حتي في خصمك
الكورة في رجلك وخلصنا ، ع الأقل تبقي عملت اللي عليك ، وجات جات ، ما جاتش  عن أمها  جات 

Sunday, October 14, 2012

زمان




في الابتدائي  ، من وقت للتاني  عادة في طابور الصباح أو في الفصل ، كان الناظر أو المدرس يسأل سؤال ، والمدرسة أو الفصل يقدموا إجابة ما  ، إلا طالب غلس بيرفع إيده  بإجابة مختلفة
بعد ما بيخلصوا ضحك علي إجابته ، لسوء حظهم  بتطلع  صحيحة غالبا
مرة واتنين وعشرة وعشرين ، لا هما بطلوا  يضحكوا  ، ولا هو  بطل يرفع إيده
في الاعدادي  فضل كده برضوا  ، بس اتعقد من مدرس  فقالهم خلوهالكوا
 فضل من وقت تاني بعد كده  يرفع إيده ، لحد اما زهق 
وقال مش لاعب خالص 

Monday, September 03, 2012

بهدوء





طرق الباب  ، ووجدتها أمامك باسمة  ، قطعت دهشتك  وقالت لم أجد سبيلا للوصول إليك إلا هكذا  ، أفسحت لها لتدخل  ، جلست ، أطالت النظر في مظهرك  المهمل ، قالت إحلق ذقنك وارتدي ملابسك سنخرج شئت أم أبيت
تنتبه  ان لحيتك  قد طالت  بشكل زائد   ، تستجيب لرغبتها  ، تخرج بعدها بنصف ساعة  ، تسحبها من يدها وتخرجا   

كنت قد نسيت شكل الشارع تقريبا  ، تسيران بغير هدي    ، تجلسا في أقرب مكان مناسب
قالت ، ماذا بعد وإلي متي  ، لست وحدك من يعيش قصة غريبة ،تصمت قليلا  تفكر ألا ترد  ،  تقول  لها   بهدوء  ، ليست المشكلة  في القصة الغريبة ، المشكلة انها  قصص غريبة  ، مثل سباقات التتابع ، تنهي قصة لتدخل في الأخري ،  عَلقَت  / لا أعرف سوي هذه القصة  ، أجبت  ولذلك تسألين  .
شردت طويلا  ، قلت لها فجأة ، كنت  المسؤول عن ذلك للأسف ، الحقيقة أنني المسؤول ، أمضيت حقبة من العمر أبحث عن القصص الغريبة  حتي اقتحمتك ولا تريد ان تخرج ، أردفت  بهدوء ( لهم ما يشاؤون عند ربهم  ولدينا المزيد )

قالت علي الأقل سيكون لديك رصيدا من الحكايات  ، كدت ان أرد عليها الرد اللائق بمثل هذا التعليق وصمت فجأة
قلت لها  ، قبل ثلاثة وعشرون عاما ، كنت أواظب علي الذهاب يوميا صباحا لحديقة  عامة مجاورة ،  معظم  الجالسون  هم من أصحاب المعاشات الذين يقضون وقتهم في مطالعة الصحف صباحا ثم العودة لبيوتهم  ، كان هناك  بعض العشاق طبعا ، وينضم إليهم في الشتاء  الصبية الهاربون من مدارسهم
استرسلت قائلا  / وكان هناك أيضا  الرجل الذي يتكلم في كل القضايا  ، كان  شابا  طيبا وبسيطا وعميقا ، كنت استمع إلي حواراته مع قراء الصحف من أرباب المعاشات وأندهش بشدة من كلامه ، كانوا يقرأون الأخبار بطريقة ويتوصولون  لنتيجة ،ويفاجئهم ه بنتيجة مختلفة  أكثر عمقا    ،   
قالت وما ذا بعد  ؟
قلت لها   كلما مررت من هناك أحرص  علي إلقاء السلام عليه والحديث معه قليلا   لكنه لا يتذكرني أبدا 
سألت :  أمازال يجلس هناك بعد كل  هذه السنوات  ؟
قلت أبدا  ، ألتقيه في إشارة المرور التي يصر يوميا  علي الوقوف لتنظيمها  ، كان قد اختفي عدة سنوات ، ثم عاد بعدها  لا يفعل شيئا  سوي الوقوف في هذه الإشارة مرتديا بيجامة منزلية لا يغيرها أبدا   ، يقف من الثامنة صباحا حتي قرب الواحدة ظهرا ثم يختفي   ليظهر في اليوم التالي 
ضحٍكت طويلا  ، قطعت ضحكها  قائلا ، ما يضايقني أنه لا يتذكرني ، العباقرة أقوياء الذاكرة دائما ، تعالي ضحكها  ، قالت فعلا  ليس لديه حق ، المفترض ان يتذكرك بعد كل هذه السنوات
تتجاهل تعليقها  مجددا   وتقول  ، هل تظنين حقا  أن هناك شيئا يسمي الجنون  ؟  لا أظن  ، من نطلق عليهم  لقب  ( مجانين )  هم أناس عاديون ، لكنهم  فقط يدخلون سباق تتابع  ،  تتابع العمق ، حتي يصلون  إلي نقطة في هذا السباق أبعد من الواقفين في أول السباق  ، فلا يسمعون بعضهم البعض ، ولا يتفاهمون أبدا فيصبح ذلك الواقف في أول السباق  مجنونا في نظرهم  .
صمتنا طويلا  وبدا عليها الاهتمام أخيرا بشيء مما أقوله ، قلت ، قبل اثنان وعشرون عاما ، خسر مارادونا  ورفاقه مباراتهم الافتتاحية في كأس العالم  ، وكان  ذلك حدثا وقتها  ، في اليوم التالي   ذهبت كالمعتاد إلي الحديقة ووجدت ذلك الرجل العميق يتكلم مع قراء الصحف  ، قال لهم  ضمن حكمه الكثيرة التي يقولها  ، هو مش مارادونا خسر امبارح ؟ طيب  ، هيلعب في النهائي ويمكن ياخد الكاس !!  ، والغريب وقتها  أن مارادونا ومن معه وصلوا للمباراة النهائية فعلا   لكنهم خسروا ، إلتقيته في اليوم التالي لهذه المباراة كان يُذكر أصحاب المعاشات بما قاله لهم بعد المباراة الافتتاحية وأردف /  العالم اللي برة عمرها ما بتبص وراها  .
صمتنا طويلا ومجددا   ، قطعت  صمتكما  متسائلة   فيم تفكر ؟
أجبت بهدوء – في مارادونا .


Sunday, August 05, 2012

نديميات 3



الخسارة الحقيقية للإخوان  خلال الفترة القصيرة الماضية منذ معركتهم مع الجنزوري  ثم  تولي مرسي الحكم ، هي انهم لن يستطيعوا أبدا أن يتحدثوا  باعتبارهم فصيلا  يمتلك أو يستند علي مباديء  اخلاقية أو سياسية ، إلا لو كانت الانتهازية مبدءا ، فقبل شهور طالبوا بإقالة حكومة الجنزوري  ، وبعد أن أصبح مرسي رئيسا قام بتكريم الجنزوري واختاره مستشارا  والأدهي انهم برروا ذلك بحاجتهم لخبرته  ، وتكرر نفس الأمر مع المشير  الذي حشدت الجماعة مئات الآلاف في التحرير تهتف بسقوطه وبعد نجاح مرسي  أخذت الجماعة تكيل المديح لطنطاوي دون أي وجه من الحياء  ، الإخوان سقطوا أخلاقيا بامتياز  ولا مجال أمامهم لكسب المصداقية مجددا


قبل عدة سنوات  أثناء عملي في جريدة الدستور ، ذهبت لتغطية زيارة الرئيس السويسري لوزارة الثقافة المصرية ولقاءه بالوزير  فاروق حسني ، أثناء المؤتمر  الصحفي  ، سأل احد الصحفيين الرئيس السويسري حول موقف بلاده من مسألة ترشيح فاروق حسني  لرئاسة اليونسكو وهل تدعم سويسرا الوزير المصري ام لا  ، كانت إجابة الرئيس هي  أن بلاده  لم تقرر بعد  موقفها  من هذه القضية ، المهم  عدت إلي الجريدة  وكتبت التغطية  ومن ضمنها  إجابة الرئيس السويسري سالفة الذكر ، وختمت الكتابة قائلا  ( هذا الرد المهذب  بلغة الدبلوماسية  يعني  بوضوح ان سويسرا لن  تدعم  فاروق حسني في اليونسكو ) . ، و  نشرها إبراهيم عيسي  تماما  كما  كتبتها  رغم انه  لم يكن ممن يحبذوا تدخل المحررين بآرائهم في التغطيات الخبرية  لكنه مررها  ، وبالفعل  لم تدعم سويسرا  فاروق حسني  في اليونسكو بعدها بشهور  .
أتذكر هذا الموقف كثيرا  لأن التدقيق   في لغة السياسة والدبلوماسية   مسألة غاية في الأهمية والخطورة ، ومابين السطور  في هذه العبارات  يكون أخطر واهم بمراحل مما هو مكتوب  ، لذلك مثلا  حين صدر البيان الأول من القوات المسلحة  أثناء الثورة  بتاريخ  1 فبراير متضمنا عبارة ( القوات المسلحة المصرية تتفهم المطالب المشروعة للشعب المصري )  قمت بتقبيل الأرض إدراكا ويقينا  أن الثورة نجحت  ، كنت لحظتها  أجري حوارا مطولا مع الإذاعة الالمانية  وسألني المذيع قبل البث  ( هل اقتربت ساعة صيد الثعلب العجوز  ؟ ) أجبته  بالتأكيد  ، انتهي  عصر مبارك    

إجمالا  ما ذكرني  بهذه القصة الآن هو الحديث الدائر  بعد ما حدث في رفح للجنود المصريين   حول  المخابرات المصرية  وأين هي  ؟ وفي اعتقادي المتواضع طبعا   اننا لو دققنا  القراءة والنظر  في إجابات وكلمات عابرة من قادة المجلس العسكري في مواقف مختلفة  مثل تصريح الملا  في مؤتمر  ما قبل الانتخابات البرلمانية  حين قال ( أجهزة المعلومات لا تعمل بكامل كفائتها  حتي الآن ) ، أوالكلمة   التي قيلت في حفل تنصيب مرسي  بالهايكستب  حين قال ممثل الجيش    متحدثا  عن مهام الجيش المختلفة  خلال  الثورة وما بعد تنحي مبارك   ( وبتاريخ 11 مارس  قامت  قوات الجيش بتأمين مقار  المخابرات العامة ) !!!!  لوفكر أحد الخبراء  في هذه العبارات لربما  توصل  لنتائج معقولة  حول هذه الأجهزة وأين ذهبت  وهل ولاء من بقي منها في العمل أو ترك الخدمة هو لمبارك أم لمن يحكمون الآن ، وربما  توصل لنتائج معقولة حول المتورط في إشعال الأمور  من ماسبيرو إلي محمد محمود إلي بورسعيد  .

Wednesday, July 18, 2012

ساكن في حي السيدة



كنت من هواة المشي ، من المشائين الأوائل والكبار  إن شئتم الحقيقة ، لا تعنيني المسافات كثيرا ، أقطعها حين أقرر مهما كانت بعيدة ، كان من المعتاد مثلا ان أسير من حديقة الحيوان إلي حدائق القبة ، من الحدائق إلي أقصي مدينة نصر ، وربما كانت آخر  سباقات المسافات الطويلة قبل عدة سنوات  حين قطعتها وهاني درويش  من وسط البلد إلي عزبة النخل ، المشي هواية مناسبة جدا لمن هو في ملكوت الله مثل اخوكم
 ، وكانت أمي  تدعو إخوتي الصغار  للاقتداء بي ، كانت تُقدر جدا  قدرتي علي الذهاب إلي أي مكان في سن مبكر  وتري  أنني ( صعلوكا حقيقيا )   ، كنت اعرف شوارع القاهرة دربا دربا تقريبا من سن مبكر جدا ، ولذلك كان الطبيعي  مثلا  أن أسافر للأسكندرية بمفردي في سن الثانية عشر ممتطيا قطار الدرجة الثالثة ، ثم في العام الذي يليه  أصطحب معي  ابناء العمومة إليها أيضا

وللمشي قصصه وحكاياته ، والمشاء المحترف  يترك قدمه تسير به ولا يوجهها ، وكان هذا ما أفعله ،ربما نمت هذه الهواية وترعرت في ختام المرحلة الإعدادية ، كنت أذهب إلي دروس يومية في مسجد ( الحريتي   ) بالضاهر ، ولأن المسافة لم تكن بعيدة بين الضاهر والحدائق   قررت علي سبيل التجريب أن اذهب سيرا ، وعلي ذلك انطلقت من مصر والسودان إلي غمرة إلي الضاهر  ، الطريق سهل وواضح  ، المسجد في ميدان بركة الرطل   ، أقطع شارع رمسيس حتي السمتشفي القبطي واعرج يسارا لأصبح في قلب الضاهر حيث المسجد
الموقع المميز لحي الضاهر  وإمكانية الوصول إليه من عدة نقاط مختلفة  كان هو السبب الرئيسي  للتجريب  ، فبدلا من المشي في شارع رمسيس المباشر ، فكرت وقتها  ان أختبر الوصول  من الشوارع الجانبية  أو من طرق أخري ، وكان ذلك ممتعا   ، لدرجة انني  كل يوم من أيام الأسبوع كنت اذهب من طريق مختلف ، أحيانا  أخترق  منطقة قصر السكاكيني  حتي مسجد الضاهر بيبرس ومنه إلي بركة الرطلي ، أحيان اخري  ترماي العباسية   حتي مستشفي سيد جلال  ومنها إلي  ( الطشطوشي ) الشهير بباب الشعرية  ، وأحيان أخري  ترماي شارع بورسعيد  من ناحية الزاوية الحمرا  حتي  منزل كوبري غمرة  ثم سيرا علي الأقدام  ، وهكذا ، كان اكتشافا مثيرا  في وقتها  أن تكتشف مداخل ومخارج متعددة  لمكان واحد  ، ومن هنا  بدأ التجريب  اللانهائي  ، السير دون تفكير  ، ستصل حتما  وستكتشف طرقا جديدة ، ودهشة أن تكتشف طريقا  يصل  نقطتين  ببعض  لم تكن تتصور انه يمكن الوصل بينهما 
ورصيد الحكايات من تلك الايام كبير ، من نافلة القول  ان تذكر كم المرات  التي كنت تسير فيها  شاردا هائما  ثم تصطدم فجأة بصديق ، وكل مرة  من هذه المرات التي تلتقي  خلالها بأصدقاء  ينتهي اليوم بحكاية وقصة لم تكن في الحسبان أصلا ، في إحدي المرات  في شارع الأزهر  ليلا   التقيت بصديق ، كنا  قد تخرجنا  ، اخوكم من آداب  وهو من كلية الهندسة ، تمشينا  قليلا  ومزحنا قليلا  ودار بيننا رهان علي شيء  ما    وكسبت الرهان  وكان عليه التنفيذ والالتزام ، ولم يكن في بالي أي فكرة  عن قيمة الرهان ، أثناء التفكير  مر  بجوارنا  ترماي  ( السيدة / المطرية  )، و  سدادا للرهان الذي خسره أجبرته علي   ركوب  ( سبنسة الترماي ) ، متسلقا الترماي من الخلف  مع الأطفال والصبية ، مانع بقوه في البداية  ورفض بإصرار طبعا  ( وازاي عايزني  اعمل كده  انا مهندس  ) ، لكنه استجاب ورضخ  ، واتشعبطنا احنا الاتنين ، كانت أول مرة يفعل فيها ذلك ، وكنت محترفا بالطبع ، لكن الغريب  انه استمتع جدا  بالرحلة التي قطعناها  متشعبطين في مؤخرة الترماي  من الموسكي إلي  الزاوية الحمرا ، ولا أذكر في حياتي أنني ضحكت  مثلما  ضحكت في ذلك اليوم .

كنت أسير في وسط المدينة متجها إلي شارع القصر العيني ، بعد عبور تقاطع محمد محمود مع القصر العيني سمعت صوتا خافتا  يهمس ( عمر ) ، التفت أبحث عن مصدر الصوت ، لم أجد احدا أعرفه ، تكرر الصوت  ، دققت النظر  فوجدت فتاة مهلهلة الملابس وفي حالة سيئة ، دققت في ملامحها  فوجدتها  صديقة قديمة  ، سألتها  مندهشا  إزيك  يا ...  ، ايه اللي جرالك وأيه اللي عمل فيكي كدة ؟ قالت بخفوت ( تعبانة وديني  لأي دكتور  بسرعة ) . ، خدتها  في إيدي  وطلعنا ع المكتبة  أخدت الفلوس اللي في الدرج  ، ركبنا تاكس وعلي مستشفي المنيرة ، دخلنا وقعدنا  واستنينا الدكتور ، كشف عليها  وسألني عنها  وعن حالتها  ، قلت له ما اعرفش أي حاجة ، انا كنت ماشي وقابلتها بالصدفة وجبتها علي هنا  ، قالي انها محتاجة للراحة بس وتاخد الدوا ده وكده ، كتب لنا روشتة ، اشتريناها من الصيدلية   ومشينا  سألتها  هتروحي فين ، كان الوقت قد  تأخر  والحل الأفضل أن تأتي معي إلي منزل الأسرة في المطرية ، وقد كان   خدنا المترو من التحرير  إلي المطرية  ، وهناك كانت أمي في استقبالي  ومعاها  لفيف من ذئاب الجبل  ( عماتي الاتنين وخالتي  ) ، حكيت لها اللي  حصل ، وتكفلت عماتي  وأمي  بها  يومين متتالين  ، وواضح انها  كانت تحتاج هذه الصحبة  ، قعدوا يهزروا معاها  ويحكوا حكايات ويدوها الدوا   لغاية ما حالتها  اتحسنت فعلا  ومشيت ، المهم  ان عمتي  فضلت  سنوات طويلة  تفكرني بالقصة دي  ووتسخر من عمايلي  ومن اللي بعملو فيهم

ونكمل بعدين


Sunday, June 24, 2012

ثوار وفلول


قبل أن أبدء الكتابة ، بداية كده ، في جولة الإعادة قمت بالتصويت لمحمد مرسي ، ماشي ؟ فعلت ذلك باعتباره من وجهة نظري المتواضعة الخيار الأكثر ثورية بعد أن علمت بالتفاف رموز الحزب الوطني حول شفيق ، فعلت ذلك دون مزايدة علي من اختار شفيق أو من قاطع وانتهي الأمر


ولكن

علي مدار الأيام الماضية ، كان اللافت للنظر هو إصرار بعض أصدقائنا من الإسلاميين ، أن الثوار هم الذين في الميدان الآن ، وما عدا ذلك فهم فلول ، سواء كانوا يجلسون في بيوتهم أو في مدينة نصر ، وعلي الأخص بالطبع الذي ذهبوا لمدينة نصر ، وهذه قراءة لن أقول أنها قاصرة أو رديئة فقط ، بل الحقيقة ان التعبير الأدق أنها قراءة ( سخيفة ومستفزة ) ، مع ملاحظة أنني متواجد يوميا في ميدان التحرير لظروف العمل وليس للتضامن طبعا .

يمتاز قطاعا عريضا في هذا البلد يمتاز بعدة مميزات أهمها ، ضعف الذاكرة ، إنتقائيتها ، المزايدة المستمرة ، ونقول ذلك لأنه وباختصار إذا كان سبب اتهام هؤلاء لمن ذهبوا لمدينة نصر أنهم يناصرون المجلس العسكري أو يناصرون أحمد شفيق ، فعلي هؤلاء أن يتذكروا جيدا أنهم هم من أبدع قبل عام أو يزيد هتافات مثل ( يا مشير يا مشير من النهاردة انت الأمير ، وألف تحية للمشير من قلب ميدان التحرير ) ، بمعني أنه إذا كان من يهتفون للمجلس هم الفلول ، فأنتم قادة هذه الفلول هذا أولا

ثانيا كما أسلفت القول في بداية الكلام ، أنا انتخبت مرسي ، ماشي ، لكن هذا لا يعني أن هذا الاختيار كان توجه الجميع من الثوار ، أعرف ثوارا قاطعوا بالطبع ، وأعرف ثوارا انتخبوا شفيق ، ثوارا حقيقين باتوا واعتصموا خلال ثورة يناير ، أي أن انصار شفيق ليسوا فلولا كما يروج البعض ومن ذهبوا لمدينة نصر اليوم والله العظيم منهم شباب اعتصموا طوال الثمانية عشر يوما ، دواعي الأمانة تقول ذلك رغم انني ضد شفيق ، لكن هذه كانت خياراتهم وتوجهاتهم ، و المزايدة عليهم جريمة واتهامهم بالفلولية جريمة أيضا ، لأنهم أصدق من كثيرين ( والله علي ما أقول شهيد ) ، يعتصمون الآن في التحرير رغم ان بعضهم لم يجرؤوا أصلا علي المرور بجانب الميدان خلال الثمانية عشر يوما الأولي للثورة ( أقسم بالله هذا حقيقي ) .

ثالثا، علي الإخوان وهم يهاجمون المحكمة الدستورية والقضاء الآن ، أن يتذكروا جيدا هتافاتهم من 2005 إلي 2010 ( يا قضاة يا قضاة إنتو أملنا بعد الله ، ويا قضاة يا قضاة خلصونا من الطغاة ) ، الإخوان يحترمون القضاء حين يكون علي هواهم ، وحين تأتي احكام القضاء بالعكس ، فالقضاء متواطيء وعميل وفاسد قطعا

رابعا وأكرر ( انا انتخبت مرسي نكاية في شفيق ) ، ولكن هناك ملحوظة كان احمد شفيق رئيسا للوزراء حين وقعت موقعة الجمل ، وبعد ذلك أصبح عصام شرف رئيسا للوزراء حين وقعت ( موقعة ماسبيرو ) ، لماذا لا يفكر أحد في إدانة عصام شرف علي ماسبيرو وغيرها ؟ لا تفسير عندي سوي ( التعريص والانتقائية ) ، عصام شرف يغلط زي ما يغلط ما حدش يفكر يسأله رغم أنه في تقديري يتحمل أيضا مسؤولية تردي الأوضاع في كافة الاتجاهات هو ومن اتي به (أرجو أن يرد المثقفون الذين تردد أنهم هم من طرحوا اسمه علي المجلس العسكري ) ، يتحمل المسؤولية ومعه منصور العيسوي الذي لم يكن علي قدر المسؤولية وترك عصابات الداخلية ( تشتغله ) وتزيد الأمور تعقيدا طوال فترة الانتقالية .

ختاما ، خلال الأيام الماضية ، خسرت بعضا من أصدقائي بسبب عدم تصويتي لشفيق ، أحد هؤلاء كان من أصدقاء العمر ودائم الاستشهاد بي حين تحدث أي ازمة في العمل او غيره ، يستشهد بي باعتبار وعلي حد قوله دائما ( عمر حقاني ) ، هذا الشخص نفسه قطع علاقته بي بسبب تصويتي لمرسي ويعتبر أنني قمت بخيانة ( مدنية الدولة ) وبساهم في تسليم مصر لمصير إيران ، وقطعا أشعر بالحزن لخسارة بعض الأصدقاء ، والغريب انني أصلا خسرت نصف أصدقائي تقريبا الواقفين علي الجبهة الأخري من الرافضين للمجلس العسكري ، باعتبار أنني لم أتبني معهم نفس المواقف الحادة في معظم الأزمات التي حدثت ، ولكن عادي ، ما يعنيني انني لم أكتب حرفا ولم أتبني موقفا واحد دون قناعة بما تكتبه ، سواء اعجب هذا الموقف البعض أو لم يعجبهم .


وفي انتظار وصلة الشتيمة المعتادة .

Tuesday, June 05, 2012

كلام ناقص



كل الكلام ( ناقص حتة ) ، مزايدات الإخوان باستمرار الثورة في الشوارع وهم أول من نادي وأكد أن مكانها الآن في المؤسسات وعلي رأسها البرلمان هو هجص وكلام ناقص

إدانة شفيق علي موقعة الجمل وعدم إدانة عصام شرف ثم الجنزوري علي ماسبيرو ومحمد محمود ومجلس الوزرا وبورسعيد -كلام ناقص .

المزايدة علي الناس والتسفيه من خياراتهم عبر الصناديق طالما مش علي هوانا رغم ان أحد أكبر احلام عمرنا كان ( الصندوق المعبر عن إرادة الجماهير ) - كلام ناقص .

ضمن الرافضين لنتائج الانتخابات ، تميل لقرار المقاطعة أو إبطال الصوت ، وتشعر انه قرار ناقص هو أيضا ، في بعض الأحيان تساورك الرغبة في كتابة معلومات تعرفها جيدا وتحتفظ بها منذ زمن - مثل معلومة تحتفظ بها منذ تشكيل وزراة شفيق تقول ان تلك الوزارة لم يقم بتشكيلها مبارك ، بل من أتي بشفيق هو المشير وعمر سليمان ، وللأسف كتابتها من عدمها لن تضيف كثيرا ما لم تكتب القصة بأكملها ولا ترغب في ذلك الآن ، وتكتفي مثلك مثل الآخرين بكتابة كلام ناقص

Sunday, June 03, 2012

قراءات معكوسة


في بعض القضايا تشعر أننا نتورط سريعا في قراءات معكوسة لما حدث أو يحدث ، حدث ذلك في قضية ( رفض أوراق ترشح عمر سليمان للرئاسة ) ، وتكرر أيضا في الأحكام التي صدرت بحق مبارك وعصابته .

في قضية عمر سليمان مثلا ، كان رأي الكثيرين ، أن رفض قبول اوراق عمر سليمان جاء بسبب ( نزاهة اللجنة المشرفة علي الانتخابات ) والتي أبت ان تقبل توكيلات مزور بعضها وغير مكتمل وبالتالي قامت بالإطاحة به من السباق الرئاسي ، وفي تقديري الشخصي ان هذه قراءة جانبها الكثير من الصواب ، فمن غير المتصور ولا المنطقي ان يعجز عمر سليمان ومن معه وهو الذي دخل اللجنة العليا للانتخابات لتقديم اوراقه في حراسة قوات ( الحرس الجمهوري ) في مشهد مسرحي من الدرجة الأولي ، من غير المتصور ان تكون أزمته في 30 توكيل مزور ، ولكن الأكثر منطقية أن عمر سليمان كان يؤدي وظيفة أو مهمة عمل ، وهذا ما تأكد حين تمت الإطاحة به بسهولة من السباق الرئاسي ، لكنه خرج بصحبة اثنين من المرشحين الذين كانوا قادرين علي قلب طاولة الانتخابات رأسا علي عقب وهما حازم صلاح وخيرت الشاطر ، ولم يجرؤا لا هما ولا انصارهما علي تصعيد الموقف لأنه باختصار ما سري عليهما سري علي المرشح الأخطر عمر سليمان وانتهي الأمر بسهولة شديدة تحسب لمن أبدع هذه الفكرة .


أمس ، وفي قضية الحكم علي مبارك تكرر نفس الأمر أيضا حين أصر الكثيرون ان الحكم ( مُسيس ) ، وتغافل من روجوا لهذه الفكرة ، أن الأحكام المسيسة يكون هناك هدف من ورائها بالطبع وإلا ما كان هناك داعي لهذا التسييس ، في حالة مثل حالة مبارك ومن معه من المؤكد ان التسييس إذا حدث سيكون هدفه هو إسكات الرأي العام ، ولكن الأحكام التي صدرت( باستثناء الحكم علي مبارك والعادلي ) هي أحكام مستفزة للرأي العام برمته وتسببت في إشعال الأوضاع في البلاد ، ولو كان هناك تسييس للأحكام ، لعوقب الجميع ولو بشكل مرحلي ثم تتم تبرئتهم في الاستئناف أو النقض مثلا ، لكن هذا لم يحدث ، المتهمون معظمهم حصل علي البراءة مباشرة ، وهذا لا يمكن ان يكون حكما مسيسا ، بل هي أحكام اعتمدها القاضي بناء علي ما لديه من أوراق ( مهلهلة غالبا ) أدت لبرائتهم وانتهي الأمر


والله أعلم

Tuesday, May 29, 2012

مدرج المعاشات


كما تعلمون أولا تعلمون –قضيت نصف عمري تقريبا في مدرجات الدرجة التالتة ، خلف الزمالك غالبا ، والمنتخب أحيانا ، والاسماعيلي طبعا حين يتطلب دعمنا المشروع أمام الأهلي ، وفي مدرجات الاسماعيلي قبل عشرين عاما تعرفت علي هذا المصطلح للمرة الأولي ( مدرج المعاشات ) .

كنا عادة في مدرجات الاسماعيلية نتكون من عدة آلاف من جمهور الاسماعيلي ، ومثلهم من جمهور الزمالك ، معظمنا من الشباب والمراهقين والصبية ، إلا مجموعة محدودة قليلة العدد كبيرة السن ، نستخدم في تشجيعنا كل ما غير مشروع من الهتافات المبالغ في أخلاقيتها ضد الخصم ، نفعل ذلك بحماس شديد عدا أصدقائنا القابعون في الخلف بهدوء والمعروفون ب ( مدرج المعاشات ) الذين يجلسون يتابعون ويشجعون في صمت ، هم معنا وليسوا معنا في ذات الوقت .

عقب ظهور المؤشرات التي تؤكد دخول شفيق مرحلة الإعادة ، قفز إلي ذاكرتي فجأة مصطلح ( مدرج المعاشات ) ، فعلها شفيق بسبب مدرج المعاشات وأصواتهم ، هؤلاء الذين قضوا معظم عمرهم في ظل مبارك ، كان من المنطقي أن ينحازوا لنموذج مثل شفيق ، الذي بدا واثقا من قدرته علي إعادة الهدوء للبلد ، وهؤلاء وملايين غيرهم من ربات البيوت إلي بقايا الحزب الوطني ورجال الأعمال وشريحة لا بأس بها من الطبقة الوسطي المصرية مسلمون وأقباطا وجدوا به ضالتهم ، خاصة أنه وبصراحة شديدة ، المجتمع المصري أو قطاعات عريضة منه لم تتلقي ( رسائل طمئنة ) من أي فصيل طوال العام الماضي ، الإخوان والسلفيين أثبتوا أنهم في منتهي الغباء في كثير من الأحيان وتعاملوا مع ما حققوه من مكاسب سياسية بسخف شديد وبدا وكأننا أمام ( فتح مكة ) ، وهم المسؤول الأول عن اتجاه الناس للتصويت لشفيق بما أثاروه من ذعر وخوف علي شكل الدولة المصرية التقليدي الذي اعتدناه ، ولا مسؤولية الكثيرين من الائتلافات وشبابها سبب أيضا في صعود حالة مثل حالة أحمد شفيق ، ليس من السمؤولية ولا من الذكاء في شيء إغلاق الميدان كل أسبوعين ولا الاعتصام في العباسية أمام الوزارة ، هذه الأمور إن لم تتم وخلفك ظهير شعبي واسع ، فهي للأسف تخصم من رصيدك ، وهذا ما حدث في تقديري ورأيي المتواضع

ويتبقي فقط جملة أخيرة ، الأكثر استفزازا في كل ما حدث هو تحميل الأقباط مسوؤلية صعود شفيق ، للأسف تتعامل قطاعات واسعة في هذا البلد مع الأقباط باعتبارهم ( الحيطة المايلة ) ، ما الذي يثبت أن الأقباط صوتوا لشفيق ؟ لا شيء طبعا هي فقط مجرد تصورات ، مع ملاحظة أنه وبالأساس ، لم يجد الأقباط من يطمئنهم علي مصيرهم في هذا البلد ، ولا تلوموهم إن انحازوا لمن يطمئنهم علي مستقبلهم أمام من يتعامل معهم باعتبارهم أهل ذمة



Monday, May 21, 2012

نديميات 2

قد تفرض عليك جولة الإعادة المتوقعة الاختيار بين خصمك وبين ( الأكثر خصومة ) ، وللأسف هذه أحكام القدر ، وو جهة نظري باختصار انه في مثل هذه الظروف اختار ما ترغب في اختياره وماحدش ليه عندك حاجة ، المهم انك ما تزايدش علي حد ، لأن ببساطة ما حدش ليه حق المزايدة عليك .

حدة الناس وعصبيتهم الغير مفهومة تجاه الخيارات المختلفة من المسائل اللافتة ، قطاع غير قليل متفرغ فقط لتسفيه آراء الآخر ، للأسف وكأننا لسه بنتعلم ألف ب سياسة وديمقراطية ،لا اعلم كيف نكون دعاة حرية ونحن هكذا لماذا لا يتبني كل منا ما يتبناه بهدوء وانتهي الأمر ؟ وما الداعي لكل هذا التخوين لا تعلم

يردد الكثيرون ان انتخاب عمرو موسي أو شفيق سيعني ببساطة إعادة إنتاج النظام القديم ، وبصراحة شديدة أعتقد ان هذا الكلام به مبالغة كبيرة ، بغض النظر عن سمات وعيوب اي مرشح منهما ، لكن وباختصار فمسألة إعادة إنتاج نظام ما ، هي مسؤولية شعب وليس قرار حاكم ،و أنظمة الحكم التي تسقط بصيغة شعبية وجماهيرية مثل التي أسقطنا بها نظام مبارك يستحيل إعادة إنتاجها .


بعد أقل من ثلاثة أيام ستبدء الانتخابات ، لا نعلم بالطبع نسبة الأصوات أو عددها التي سيحصدها خالد علي ، لكن الأكيد ان مغامرته حتي هذه اللحظة ناجحة بامتياز ، في اي نقاش يدور بين مجموعة في الشارع أو العمل أو في الأسرة ، لا يذكر اسمه إلا مقرونا بالاحترام للآراء التي يطرحها في معظم القضايا ، بل إن أحد اكثر الجمل التي تتردد هي جملة ( بفكر اديله صوتي بس للأسف فرصته ضعيفة ) ، أي أنه ومن معه نجحوا بجديتهم وإيمانهم بقضيتهم أن يطرحوا اسمه فعلا كمشروع مستقبلي واعد جدا وعليه ألا يتخلي عن ذلك














Friday, May 04, 2012

العائش في الحديقة



قبل ثمانية عشر عاما ، كنت أقف في الجامعة مع زميل  ، في إيدي (كشكول ) بكتب فيه المحاضرات ، وعلي الكشكول صورة ل(دولفين ) بيتقافز في حمام سباحة وكده يعني ، المهم  زميلي بص ع الصورة  وقال ( ظريف الحوت الأزرق ده ) ! قلتله بتهزر طبعا  ، ده  درفيل حضرتك ،  وكانت المفاجأة المذهلة إنه مقتنع تماما ان دي صورة حوت أزرق ، إصرار تام ان ده حوت ازرق ، أجيبه يمين شمال ،أبدا ، أحاول اشرحله وافهمه ان ما فيش حوت أرزق بيعمل عروض في حمامات السباحة لا يمكن اللي في دماغه في دماغه .
كما هو واضح  لم أنسي هذا الموقف ما حييت ، وأتذكره من آن لآخر  حين أصطدم بنماذج من هذا النوع ليست الازمة مع هذا النوع في ( نشوفية الدماغ ) مثلا او صلابتها ، أبدا  ، الأزمة  هي في تغييب المنطق ، كمثال من نوع تاني  جمهور الزمالك مثلا ، إذا افترضنا ان مصر فيها خمسة مليون زملكاوي ، فالأكيد أن منهم أربعة ملايين ( علي الأقل ) يعتقدون ان مشكلة ناديهم وسر تفوق الأهلي هي ( الحظ ) ولا شيء آخر ، ولن يستمع إليك أبدا إذا حاولت إقناعه ان الحظ لا يحابي فريقا  لمدة قرن كامل من الزمان ، ولا يعاند فريقا آخر  قرنا أيضا ، لن يستمع ولن يقتنع .
من اللحظة التي عشت فيها موقف ( الحوت الأزرق ) ، أطلقت علي هذا النوع من البشر لقب ( العائش في الحديقة ) ، شخص مع نفسه لا يعترف بحقائق أوضح من الشمس ، ولا يستخدم المنطق في أي شيء ، يكتفي بالأفكار التي قد تلمع في ذهنه في لحظة من اللحظات ، ثم يبني عليها أفكار اخري  وهمية أيضا ، لكنها في نظره  الحقيقة التي لا تقبل نقاشا
قبل قرابة عام أو أكثر صدر الحكم بحبس مبارك علي ذمة التحقيق في القضايا التي يحاكم بسببها ، وخلال الفترة التي سبقت محاكمته ، كنت لحسن الحظ اعتمادا علي المصادر ، أعلم تماما أن محاكمته ستتم علنا وسيري العالم بأكمله مبارك محبوسا في قفص ، واتابع ما يكتب في الصحف وتتناقله وسائل الإعلام ويردده غالبية الكتاب والنشطاء ، أن محاكمته لن تتم ولن يظهر في القفص وأن الموضوع ( مسرحية مسرحية )  ،أقرأ واتابع وأضرب كفا بكف ، وهو ما تكرر بشكل أقل حدة في قضية ( عمر سليمان ) وترشحه لرئاسة الجمهورية  حين أصر كاتب سياسي كبير بحجم عبد الحليم قنديل ( وهو مناضل حقيقي في عصر مبارك  لا شك ) ، أصر علي أن سليمان  هو الرئيس القادم وانه مرشح المجلس العسكري لا جدال وان وان ، إلخ  ، إلي أن اتضح ان الموضوع لا أساس له أصلا
قس علي ذلك عشرات المواضيع والمواقف يوميا  تندرج جميعها تحت فصيلة ( العائش في الحديقة ) ، أفكار مرسلة  فقط تلبي الحاجة النفسية لمن يتبنون نفس الرؤية ، دون تحقق من مدي صحتها أو دقتها ، تماما كقصة ( حظ الأهلي ونحس الزمالك ) المريحة جدا لجمهور الأخير
قبل شهور ، أثناء انتخابات مجلس الشعب ، علي قناة اون تي في تحدث كاتب معروف وأحد أصحاب الأعمدة المقروءة في جريدة الشروق  وأحد مديري تحريرها أيضا ، تحدث عن  تجربته في الانتخابات  فقال ، انه لم يتمكن من الوصول للجنته الانتخابية لأنه اكتشف بعد أن وقف طابورا طويلا لعدة ساعات انه ذهب إلي  المكان الخطأ  اعتمادا علي معلومة خاطئة قدمها له ( جاره ) حول لجنته الانتخابية ! مدير تحرير ومسؤول قطعا عن قسم التحقيقات  لم يفكر في التحقق من معلومة تخص لجنته الانتخابية ، أمي التي لم تكمل تعليمها بحثت عن مكان لجنتها علي المواقع الإلكترونية وذهبت وانتخبت إعتمادا علي هذه المواقع   بكل سهولة ، لا أحتاج إلي التأكيد أنني لم اعد أثق في حرف واحد مما يكتبه  مع كامل الاحترام له طبعا .وما ينطبق عليه ينطبق علي كثيرين أخرين من وائل قنديل إلي الأسواني  وغيرهم من فصيلة ( العائش في الحديقة ) مع احترامنا لهم جميعا

امد الله في اعمارنا ، وأعمار كل من من كتب حرفا وقدم برنامجا في الإعلام خلال الفترة التي أعقبت الثورة ، أمد الله في اعمار الجميع لحين اللحظة التي تظهر فيها الوثائق الكاشفة حول ملحمة الثورة المصرية  التي رغم بدايتها العشوائية  أديرت ب( إحكام ) حتي تتم الإطاحة بمبارك ،  ولا سامح الله كل من لعب دورا في تضليل الناس وهو يعتقد انه يقول الحق ، دون ان يبذل المجهود الكافي اللازم للوصول إلي الحقيقة أو الاقتراب منها علي الأقل 

Friday, April 20, 2012

سكون



أن تقرأ عنك بعيون أصدقاء العمر، ماذا سيكتبون ، ربما هذا سر تعلقك بكلمة امك قبل أيام (راضية عنك ، لم تتعبني أبدا )، أكملت غرائبية المشهد بأن قالت أنها كانت تقف في الشرفة تدعو لي ، ورأتني قادما فابتًسمتَ ، لم تراها وأكملت المسير إلي حيث أنت ذاهب ثم عدت بعدها بعشر دقائق وصعدت إلي منزلها ،بعد أن جلست قالت انها تعلم أنك جئت إلي الحي لتقرض أحدا نقودا ، حاولتُ الإنكار فقالت باسمة ، رأيتك تمد يدا إليه ، ثم قالت جملتها التي أسلفناها ،( راضية عنك ) قالتها بتأثر شديد ، ولا تدري لماذا قضيت أياما بعدها تشعر برضا كبير ، قبل أن تنام تتذكر كلماتها لتطمئن ، تقنع ذاتك انك فعلت أعظم ما يمكن ان يحدث في الحياة ،أرضيت أمك ، هل هذا فعلا أعظم ما في الوجود ؟ لا تدري كيف صدقت ، ربما حيلة دفاعية أخري

ما الذي تحب أن تسمعه أو تقرأه منهم ، الأصدقاء الغائبون هم من يتحدثون ، الأصدقاء الذين نلتقيهم بعد غياب ، الغريب أن ما يقوله هؤلاء عن بعضهم البعض يكون دقيقا إلي حد بعيد ، قبل أشهر قالت عنك صديقة غائبة ( تركب قطارا ويبدو انك تتجه إلي مكان ثم تنزل منه في منتصف الطريق أو قرب محطة الوصول لتركب آخر في اتجاه آخر ! ) ، أليس هذا كلاما صحيحا ، هل فعلت غير ذلك في مسارك .
تفكيرك يقودك إلي عالم الألقاب المدهش ، لماذا يسعي الناس لها ويسعدون بها ، أليس لكل منا اسمه ؟ إنها الرغبة الإنسانية الأزلية في تقدير الذات ، تتذكر نصيبك منها وتعرف انك تقترب من عالم البارانويا وتقول أن القليل من هذه الأخيرة لا يضر عموما ، تتجاوز هذه الأفكار سريعا وتفكر أنك مجهد وغير قادر علي الكتابة وفي الوقت ذاته لا تريد التوقف ، تحلم بكتابك عن الثورة ،قدرك أنك لا تستطيع نشره ، الكل يكتب ويتحدث وانت لا تستطيع ، ربما بعد خمس سنوات ، ربما بعد عشر ، وربما لاتنشره أبدا ، تعرف انه سيكون كتابا غريبا ولكن ماذا تفعل ، ما حدث معك طوال السنوات الأربع الماضية حدث قطعا ولست مجنونا إلي هذه الدرجة لتخلق وتتوهم عوالم وتفاصيل لم تحدث ، تفكر في أن تترك نسخة مما كتبته لدي أحد أصدقائك المقربين بشرط ألا يفتحه إلا حين تسمح له بذلك وتفكر أن هذه مغامرة غير مأمونة ، لا تريد لأحد أن يقرأه إلا مطبوعا ، تحلم بلحنك الأول وتثق انه سيجيء وستري اسمك علي غلاف أحد الألبومات أو علي إحدي الشاشات ، تتذكر قيامك قبل فترة بشراء عدد كبير من أشرطة الكاسيت قبل انقراضها فقط للاحتفاظ بالأغلفة ، تقوم لتتأملها ،إجهادك المفاجيء يعوق الاستمرار في الكتابة رغم الزخم الذي كنت تشعر به قبل قليل .


Sunday, April 15, 2012

نديميات




يختلف الكثيرون حول مسألة ترشح خالد علي للرئاسة باعتبار أن فرصته معدومة ونزوله يساهم في تفتيت الأصوات إلخ ، وبغض النظر عن هذه الآراء ، هل هذه هي معايير اختيار مرشح أو رفضه ؟ أليست المعايير يجب أن تنطلق من مدي قناعتك بأفكاره من عدمها ؟ هل هناك مرشح آخر يقف معنا علي نفس الأرضية الفكرية ويتبني نفس الرؤي ؟ وإذا لم نكن نحن الداعمون له باعتبار الاتفاق في الرؤية فمن الذي سيدعمه ؟ قناعتي الأكيدة أن السياسة خيال أولا ، ولولا هذا الخيال ما قامت الثورة أصلا ولا نجحت ، والأكيد أيضا أن صوتي الضعيف سيذهب له ولو كانت فرصته أشبه بالسراب ولن يذهب لموسي أو ابو الفتوح أوغيرهما في المرحلة الأولي ، أما الإعادة فلها قولها .

لاعتبارات الشعور بالمسؤولية دون مبرر مفهوم أحيانا ، تتدخل في أمور قد لا تخصك أو تعنيك محذرا الطرف الذي أمامك ( إنتبه من فضلك أمامك حفرة ) ، والمؤسف أن من حذرته لا ينتبه أو لا يستمع ويتعثر بها ، ولا تجد مبررا لضيقك الطويل بعدها .

تشعر بزهد غريب وتبحث عن تفسير مقنع له ، هل هو إحباط ، حيل دفاعية ، إرتياح لما أنت فيه ، ثقة زائدة بأن الأمور تسير لصالحك في كافة الاتجاهات وستثمر في وقت ليس ببعيد ؟ لا تعلم ، لكنك اكتشفت قيمة الاستغناء ، وما أغربها –وأعذبها لكل من يحمل قدر من المازوخية

أي مغناطيس يلقي في طريقك بالشخصيات الغريبة لا تعلم ، يشغلك هذا الأمر منذ تعرفك مؤخرا قبل شهور علي صديقك الجديد ( البرنس ) ، زميلك في تربية موسيقية الذي يكبرك بثلايثين عاما ، شخص في الخامسة والستين يدرس الموسيقي ويعزف علي العود والبيانو ظابط سابق (دفعه الفنجري ) ،حكايات غريبة من عوالم متقاطعة متداخلة يسردها لك درسها الأكبر أن دروس الحياة لا تنتهي وأنك تستطيع ان تفعل في حياتك ما يفوق خيالك بمراحل –فقط إن أردت







Sunday, March 25, 2012

حازم هيحررها خلاص



في مسيراتهم الحاشدة ، يردد أنصار المرشح حازم صلاح ابواسماعيل هتافا يقول ( مصر فتحها إبن العاص ، وحازم هيحررها خلاص ) ! ، وبغض النظر عن كونه هتافا ظريفا مقبولا للأذن لأنه جديد عليها ، لكنه يكاد يكون أكثر الهتافات استفزازا ، فمن حرر مصر ، أو من قادوا ثورة تحرير مصر التي يقطف حازم وأمثاله ثمارها الآن ، هم في معظمهم شباب بسيط فطري وعفوي اعمار معظمهم قبل العشرين بقليل وما فوقها بقليل أيضا ، وقطاع لا بأس به منهم قضوا أعمارهم الصغيرة في مدرجات كرة القدم ، حين خرجوا من بيوتهم يوم 25يناير ، خرجوا بكل حسم وحزم في الوقت الذي كان فيه هو ومعظم انصاره يفكرون يتسائلون ويسفهون من فكرة الخروج علي الحاكم .
حقيقة الأمر ان المشهد السياسي المصري حاليا مرير بلا جدال ،الذين يقطفون ثمار التضحيات التي بذلت وثورة الحرية هم أكبر اعداء هذه الحرية ، قدر جيلنا المسكين أن يقضي نصف عمره في صراع ضد نظام مبارك ، وما تبقي منه في معركة ضد هؤلاء

Monday, February 20, 2012

ليلة حب


ماذا تعلمت مما سبق ؟ أننا قد نحب مرات عدة ، لكن العشق حالة لا تتكرر ، ربما نعشق مرة في العمر ، لكن يستحيل أن يأتي بعدها عشق آخر ، الحب قابل للتكرار ، أما العشق فلا
تستمتع بالحياد ، لكنك تخشي ان يكون حيادا هشاً وقابل للكسر مع أول لقاء قد يحدث ،تعلم كيف تسير الأمور في مثل هذه المواقف ، نظرة فابتسامات وكلمات ف حكايات .
ماذا ستحكيان ؟ تتذكر ان هذه أغرب علاقة خضتها ، هي العلاقة التي لم تحدث أصلا ، كلما كان الباب مشرعا للدخول ،أغلقتموه بغرابة ، كل المرات التي كانت أيديكما ممدودة للمس ، تركتموها معلقة في الهواء .
هل خياراتكم كانت صوابا ام خطأ ؟ لا تعلم ، ما تعلمه جيدا انه رغم مرارة ما حدث وانكما اخترتما الخيار الاصعب ، لكنك نلت من القصة اعذب ما بها ، أعذب ما بها أنك لم تنل شيئا ، هل فهمتم شيئا ؟ لا تعلم ولا تعلم كيف تشرح ، هي حالة أشبه بصوت الموسيقي العذبة التي تملأك ، تشعر بها ولا تمسكها ، نغمات تتررد في الفضاء ونستمتع بأثرها لكننا لا ندركها أبدا ، ربما استوعبتم الآن ، أعذب ما بها انكم تركتم شيئا للزمن والخيال ، لم تحسموا شيئا ، تركتم فسحة لخيال اللقاء الأول بعد الغياب والحكايات التي ستروي ،فسحة لتأمل أثر الزمن علي الوجه والقسمات والبسمات التي طالما سحرتكما- تركتم خيالا للمكان الذي شهد لقاءاتكم يكمل بها التفاصيل التي لم نتمها في حينها –تركتم مفاتيح اليقين مع الزمن بمفرده

Sunday, January 29, 2012

بيع بيع بيع -الثورة يا بديع



صباح يوم الخميس 3فبراير وهو اليوم الذي تلي موقعة الجمل ، وفي ميدان التحرير ، كنت مع مجموعة من أصدقائي الرفاق الشيوعيين ، وأثناء الحوار وتأمل المشهد ، قال أحدنا بتأمل : الإخوان يخوضون معركتهم الأخيرة ضد النظام .
باختصار صديقي وانا ومعظم من في الميدان كان يدرك بوضوح ويري بعينيه أن الإخوان موجودون وحاضرون وبقوة في المشهد ، وان فشل هذه الثورة سيؤدي إلي التنكيل بالجميع وفي مقدمتهم الإخوان طبعا
أنا غير سعيد بالمرة بالحملة الدائرة حاليا ضد الإخوان المسلمين ، لا أحتاج إلي التأكيد أنه يستحيل ان أتفق مع أطروحاتهم وتصوراتهم في القضايا الاقتصادية والحريات ، لكن ان يتم تخوينهم هكذا واتهامهم بعدم المشاركة في الثورة فهذا افتراء لا داعي له وبالمناسبة الخاسر الأول من ترديد هذه الافتراءات هم من يرددونها وليس الإخوان ، والأفضل لنا جميعا من التفرغ للهتاف والتخوين والشتيمة هو التحرك الفوري والانتشار الجاد في كل حي وقرية مصرية لأن معركتنا خلال السنوات الخمس القادمة أصعب واكثر شراسة ، هذا هو السبيل الوحيد للنجاح وتحقيق أرضية جيدة في الشارع تسحب وتقلل من نفوذ التيارات الدينية ، اما التفرغ للهتاف والسباب فنتيجته الأكيدة هو المزيد من الرصيد لهذه التيارات وبدلا من فوزهم بأربعة وسبعين في المائة من مقاعد البرلمان مثلما حدث في هذه الانتخابات ، فستكون النتيجة حصدهم لأكثر من تسعين بالمائة في المرة القادمة

Friday, January 06, 2012

الحق حق


في المليونية الشهيرة التي عرفت بمليونية (وثيقة السلمي )والتي دعت إليها التيارات الدينية إحتجاجا علي وثيقة السلمي وتفجرت علي إثرها أحداث محمد محمود ، لم يلفت نظري في الحدث بأكمله سوي احد أعضاء التيار الديني وهو يحمل لافتة كتب عليها ( أين الحرية التي وعدتونا بها )! ، شخص يمارس حق التظاهر بكل حرية ويستعد هو وأحزابه التي لم تكن تستطيع التنفس في ظل نظام مبارك لدخول الانتخابات بكل مشروعية ومع ذلك يرفع لافتة تقول (أين الحرية ) !

علي الفيس بوك أمس قرأت تعليقا لزميل أو زميلة تنتقد تصريحات للمستشار الخضيري حول الدستور القادم أو شيء من هذا القبيل وتقول (الخضيري باع القضية بعد ما دخل برلمان التعري...) ، مش دي المشكلة ، المشكلة ان بعدها بنص ساعة ، وعلي صفحتها برضو ، بتدعو الناس للتصويت لصديق لها مرشح في انتخابات الشوري ! ،أفهم بالظبط ، حضرتك مع شرعية البرلمان ولا ضدها ، لو حضرتك معاها لماذا تنتقدي الخضيري وتعتبري أنه انضم لبرلمان (المعر..ين ) ، وإذا كنتٍ ضد المجالس المنتخبة ،لماذا تطلبين التصويت لصديقك في انتخابات الشوري ؟!!!

في أحداث مجلس الوزراء ،وفي مداخلة تليفزيونية ، صرح أحد الشباب الذين نجحوا في انتخابات مجلس الشعب ( وهو صديق بالمناسبة ) ، أن الشرعية في ميدان التحرير وليست في أي مكان آخر ! ، مع كامل الاحترام لحضرتك وطبعا لميدان التحرير ، إذا كانت هذه هي رؤيتك ، لماذا دخلت البرلمان ، ما تنسحب منه وتخليك وتخلينا في الميدان للأبد ، وماذا تقول لمن انتخبوك كي تكون ممثلا لهم ومعبرا عن قضاياهم ؟ تقول لهم اللي عايز حاجة يروح يقف في التحرير لأن صوتكم مالوش لازمة ووجودي في البرلمان كذلك ؟

قبل عدة أشهر قابلت أحد الأشخاص ، كان محبطا جدا باعتبار أن الناس لم تتغير بعد الثورة والاوضاع لم تتغير والوطن والبلد ودولة القانون التي نتمناها –إلخ ، سألته ، ما الذي تغير في سلوكك أنت نفسك بعد الثورة ؟ هل تلتزم انت نفسك بالقانون الذي تدعو لسيادته ؟ أعرف انك تفعل العديد من الخروقات التي تسوجب العقاب ، لم يرد وتركته ومضيت

قبل عدة أيام ، علي إحدي الفضائيات ، شاهدت شخصا أعرفه جيدا ينتقد تدخل الدولة في ملف تمويل منظمات حقوق الإنسان ، ينتقد ويرفض ويشجب ويندد ، لم املك سوي الضحك بصراحة والشفقة علي المتفرج المسكين ( بالمناسبة انا ضد الصيغة والأسلوب الذي تم التعامل به في هذا الملف والعديد من هذه المراكز قدمت وتقدم خدمات جليلة للوطن مثل النديم او مركز استقلال القضاء الذي يشرف عليه الأستاذ ناصر أمين وغيرها ) ، لكن ان يخرج ذلك الشخص الذي كان صديقا مقربا لرجال امن الدولة قبل الثورة وله واقعة شهيرة وهو يصافح وليد الدسوقي ظابط امن الدولة الشهير بحرارة اثناء ازمة القضاة قبل سنوات ، يخرج هذا الشخص الذي كان يقدم لأمن الدولة كل المعلومات التي يطلبونها منه ( وفوقيهم بوسة ) ، ليصبح هو المعارض لتدخل الدولة فهذا قمة العبث والهجص والاستخفاف بالعقول .

هذه أمثلة محدودة ضمن مئات الأمثلة التي أرصدها أسبوعيا لما يمكن ان نسميه ( الهجص الثوري ) ، لا أريد الخوض أكثر ولا الاسترسال ولا أريد الكلام ولا الكتابة ، بس كتبت عشان ما اطقش بصراحة ، عارف انه كلام مش هيعجب حد أصلا ، وتأكدت تماما ان انتقاد رئيس الجمهورية مسألة في منتهي السهولة والتفاهة إذا ما قارناها بمحاولة انتقاد من تعرفهم بشكل مباشر ، ولكن الحق حق يا اخوانا .