Sunday, January 03, 2010

العم نوح

في ممرات المدينه أمضي خمسه عشر عامايستمع إلي حكابات العابرين
رحل منهم من رحل وبقي من بقي ، لكن عابرين آخرين عبروا وجلسوا يحكون حكاياتهم
إستمع منهم وتورط في بعض قصصهم أحيانا
ما الذي كان يغريهم بالبوح له ! لا يدري ، قالوا له أن أسبابا كثيره تجعلنا نبوح لك بما لا نبوح به لأحد

إستمع كثيرا، أدرك بمرور الوقت الكثير من الامور الغير هامه علي الإطلاق ( ربما يكون بها بعض الأهميه )علي رأسها أن من اختاروا أن يراوغوا الزمن سيراوغونه ، لكنه سينتصر في النهايه ، وأن مغامره وقف عقارب الساعه فاشله بامتياز والأكثر منها فشلا العوده بعقاربه إلي الوراء وأن اللحظه المناسبه لتقول لك فتاه تحبك أنها تحبك لن تتكرر كثيرا حتي إذا التقيتما بعدها وكانت تحبك ، ربما تظل تحبك بعض الوقت ، لكنك يا غبي لم تستثمر اللحظه التي كانت مستعده فيها للاعتراف واخترت أن تراوغها فراوغتك ثم انسحبت منك في النهايه وتركتك مهزوما

أدرك أيضا أن العابرين الجدد مملون إلي حد كبير ، العابرون القدامي حكاياتهم شيقه ، قد تكون انت المسؤول عن ذلك إستماعك الزائد لم يترك مساحه لأي جديد يأتي به آخرين ، لكن لا تنسي أن هناك حكايه مختلفه إستمعت إليها قبل أيام، (أحب أن تسمعوها ) وأعرف انكم ستصدقوني

كنت جالسا في الشارع أمام المكان ،أشرب القهوه واحدق في الفراغ ، وجدتها تقف أمام الباب صغيره وبريئه مثل كل اليمام ، قفزت من الرصيف إلي الداخل ، دارت بعينيها يمينا ويسارا قبل أن تبدا التجول بحريه ثم تصعد إلي الدور العلوي ، قمت ودخلت المكان نظرت إليها وهي بالطابق الأعلي ورايتها تنظر في وجهي ، أدركت ان صديقي زوسكند قد أرسلها برساله ما ، أعرفه جيدا ، عاده ما يحذرني في الوقت المناسب بشكل أو آخر ، دائما ما يبعث إلي برسائله من خلال وسطاء لا أتوقعهم ، هذه المره إختار هذه اليمامه وسيطا بيننا

بصوت أقرب إلي الهمس قلت لها زوسكند ! هزت راسها بالإيجاب ، أكملت الكلام هو أرسك إلي هنا ، ما هي الرساله

لم تتفوه بأي كلمه نظرت إلي فقط ، واكملت جولتها ،ثم خطت تجاه السلم ونزلت درجه درجه لتستقر بجواري في الطايق الأرضي ،أخذت تدور في الماكن قبل ان تستقر علي درجه السلم الأولي ، ظللنا هكذا قرابه ساعه قبل أن أتركها قليلا واجلس بالخارج ، مر أحد الأصدقاء ورآها ، سأل عنها ، قلت له انها مجرد حمامه مرت من هنا قبل ساعات ولا تريد أن ترحل ،(إتفقنا ان تصدقوني ) قال لي أنها لا تريد ان ترحل وأنها تشعر بآمان كبير معك ثم تركني ورحل

أشعلت سيجاره ،تساءلت في سري دون ان تسمع هي ، ماالذي تريد قوله يا زوسكند ، لم نتبادل الرسائل منذ فتره ، تحديدا منذ أن خذلتني حين دعوتني لزيارتك ولم اجدك ، بحثت عنك هناك في كل مكان ولم اجدك وتركتني أعود جارا خلفي أذيال الخيبه ، قطع تأملي الطويل كناس عابر ، نظرت إليها ثم نظرت إليه ، قلت له إدخل ،ثم أضفت خذ هذه معك، نظرت إلي بغضب واستياء (خائن ) سمعتها تقولها بحسم وقوه ونظرت إلي الكناس كي أتأكد إن كان قد سمع ما سمعته ام لا ،، إنتصر في معركته معها وامسك بها دون مبالاه مني ، نظرت إلي بنفس الغضب وكررت الكلمه ثلاث مرات ، لم أكن أشعر باي خيانه ، ما شعرت به فقط هو ان وجودك هنا عابر كالآخرين وانك سترحلين في يوم ما ، فلأكن انا صاحب القرار

رحل ورحلت معه تودعني بنظرات الغضب ،يا إلهي لم التقط الرساله ، الحمد لله هناك شهود علي زيارتها لي ، الكناس شاهد ، وصديقي العابر شاهد ايضا ، كما انني غير معني بالأساس أن يصدقني أحد ، وانها مجرد حكايه ممله اخري ضمن الحكايات التي أرويها

ما الذي كنت تريد ان تقوله يا زوسكند

4 comments:

nona said...

انها نفس الرسائل التى تصل دائما ترى هل هناك من يرسلها حقا ام اننا نوهم انفسنا بذلك ؟
ترى هل لابدان نندم عندماتضيع منا لحظات لن تتكرر ابدا، ام نندم عندما نستثمر تلك اللحظات
تدوينة حزينة يا عمر ...خف علينا شوية و النبى

alnadeem said...

هرد من عندآخر جمله كتبيتها
أيوه حزينه لأني حزين جداالتهارده
وتحديدا في منتهي الحزن
أما التدوينه نفسها فطلعت ازاي وطلعت كده ليه
واله العظيم ما اعرف أي حاجه
هي طلعت كده لوحدها انا بس ابتديت اكتب وفجأه لقيت القلم بيجري لوحده ومش عارف اوقفه، كل اللي فاكره اني كنت بولع سيجاره من سيجاره وانا بكتب
متخيله ؟
انا مش فاكر كتبت دي ازاي فعلا يانونا

Unknown said...

متصور إني هتعاطف معاك وانت فقري كدة؟


بص يا صديقي... لما تبقى فقري بشكل قدري والقدر مستعبط معاك زي مرات كتيرة طبعا نتعاطف معاك، لكن زوسكند يبعت لك رسالة، وانت عارف إن رسايله أصلا دي يعني نادرة جدا وفين وفين لما بيبعت لك حاجة الراجل... وباعت لك يمامة وكمان باعت لك علامة وصاحبك يقول لك حاسة بالأمان معاك، وانت بكل لا مبالاة تنفض لأمها وفرحان بروحك إن انت اللي بقيت صاحب القرار... قرار إيه يا ابو قرار


لعلمك بقى - وإمعانا في إحباطك - احتمال كبير جدا إن الكناس ده كان وسيط آخر باعته زوسكند... بل خد عندك بقى الزغلولة الكبيرة... فيه كلام إن الكناس ده ما إلا أفاتار زوسكند شخصيا، وانت بلامبالاتك الواعية قررت تنفض لكل الوسطاء وتدي اليمامة للكناس وتقعد تكمل سيجارتك وتتجرع نشوة انتصار إنك بقيت صاحب القرار... إشرب بقى يا حلو


وبعدين إنت إيه اللي حارقك أوي في مسألة "العابرون الراحلون" دي؟ ما دي طبيعة الحياة يا صديق، وبعدين ما انت من بداية نزولك للمدينة وانت فاهم إن محدش له جدور ف أرضها وإنما الكل عابرون... راحلون

alnadeem said...

بص يا زعيم
التدوينه دي ما اعرفش طلعت ازاي
ولم أكن اقصد أي شيئ ، انا ابتديت اكتب ولقيت القلم واخدني ع المناطق اللي راح ليها
إزاي وليه ما اعرفش
تعرف اني تقريبا زي زيك ما شفتهاش غير وهي منشوره ؟
والله يا ابني انا خلصت كتابه ونشرت عدل وبصيت عليها وهي منشوره وانا مش مستوعب الكلام ده طلع ازاي ؟
أقول لك بقي مفاجأه أكبر ؟
هههههههههه
خليها ما بيننا احسن اقولهالك علي جنب