Wednesday, July 14, 2010

بيقللك هو مظلوم


تتلقي مكالمة ليلية ، نحتاجك في مشكلة ، تتماسك وتصمت ، لا تفهم ما المطلوب منك أكثر مما تفعله لهم ،حقيقة الأمر أنك تعطي ولا تأخذ ،مر بك العمر هكذا ، أو قل هذا هو قدرك ، لا يعلم أحد شيئا أو تحديدا لا يعرفون التفاصيل لكن حقيقة الأمر انك حتي الآن لم تنل شيئا- يقولون يكفيك ( حب الناس وتقديرهم )– تضحك في سرك ولا تجرؤ علي البوح ان هذا أيضا لا يعنيك لم يترجم إلي شيئ و ترجمت حبك لهم إلي أشياء ملموسة دوما.
تستيقظ صباحا متأهبا لمواجهة المشاكل ، يأسا وبؤسا تقرر ألا تفطر وتتناول القهوة مباشرة ، تضحك علي إجازتك التي مرت هباء ، أربعة أيام كنت تحلم بهم لالتقاط أنفاسك قليلا و اللحاق بالدروس التي فاتتك ، لكن الإجازة ذهبت مع الريح ،تفاصيل عبثية في اليوم الأول ،برد ما أنزل الله به من سلطان في اليومين الثاني والثالث ، إستدعاء لحل مشكلة لا ذنب لك فيها في اليوم الرابع وشكرا .
ذهبنا واشتبكنا معهم وعدنا ، لا تعلم لماذا يطلب الناس وجودك معهم في مشاكلهم وهم يعلمون تماما أنك لا تقبل أنصاف الحلول ، ولا تتفاوض إلا للوصول للحقوق كاملة .
تجلسان لالتقاط أنفاسكما ، تعتذر وتقول لها للأسف لا أعرف التعامل مع هذه النماذج سوي بهذا الأسلوب ، هؤلاء لصوص ، هل يمكن أن أتفاوض مع لص ؟فلتكن معركه حتي النهاية وما يحدث يحدث ، تصمتان قليلا ، تأسف لحالك وحالها ، تحملان تقديرا كبيرا لبعضكما البعض وأخفقتما في صنع سعاده مشتركة ، تنظر إليها وتسرح قليلا ( كنا صغيرين والأشجار عالية ) ، كم تمر الأيام سريعا ، كنت مراهقا حين تعارفتما ، وها أنت تخطو إلي الأربعين بهدوء – تكسر الصمت قائلا لماذا الحياة هكذا – تقول لك ( محسود )، ترد لماذا ؟ومٍِِن من ؟ لم أخذل أحدا أبدا ولم أطلب شيئا أبدا وكل ما أحلم به فقط أن أسمع كلمة شكرا التي لم يقلها أحد تقريبا ، بكت فجاة وقالت أنا أقول لك شكرا ،أقولها لك عن حب حقيقي وتقدير كبير لما فعلته ، أمسكت يدك وأردفت مغالبة دموعها ، أعلم أنك مظلوم ، وأريدك أن تقاوم أكثر وأكثر ، تخبرها ،أن أكثر ما تعتز به هو ما قاله عنك صديقك الفنان قبل عام ، ما قاله كان مثل باقة ورد تأتيك فجاة من عشق قديم .
قامت وذهبت لتوصيلها ، مكالمات تصلك لا معني لها ، تنتبه أنك لم تذهب إلي الدرس اليوم ، تذهب للاطمئنان علي الأهل ، تعود لمنزلك وحيدا شريدا ، إتصال من صديقتك العزيزة ، تحكي لها ما حدث خلال الإجازة السعيدة ، تردد هي نفس الكلمة ( محسود ) ، تخبرها أنك تريد الرحيل بعيدا وانك لا تجد حلا ، ترمي إليك بكلمة ساحرة آسرة ولا تعرف هل أسعدتك ام أنها لا تسمن ولا تغني من جوع أيضا

2 comments:

the memory of the class said...

كتابة جميلة بقدر ماهي مؤلمة
وحشتنا والله يابوجناوي

alnadeem said...

حبيب قلبي أبو السيد
والله انتا واحشاني أكتر وصورتك منورة المدونة
انا ببقي في المكتبة الاتنين والتلات من الساعة 9بالليل
تعالي نلم العيال ونستعيد ليالي الأنس في فيينا ههههه
تحياتي