Sunday, June 24, 2012

ثوار وفلول


قبل أن أبدء الكتابة ، بداية كده ، في جولة الإعادة قمت بالتصويت لمحمد مرسي ، ماشي ؟ فعلت ذلك باعتباره من وجهة نظري المتواضعة الخيار الأكثر ثورية بعد أن علمت بالتفاف رموز الحزب الوطني حول شفيق ، فعلت ذلك دون مزايدة علي من اختار شفيق أو من قاطع وانتهي الأمر


ولكن

علي مدار الأيام الماضية ، كان اللافت للنظر هو إصرار بعض أصدقائنا من الإسلاميين ، أن الثوار هم الذين في الميدان الآن ، وما عدا ذلك فهم فلول ، سواء كانوا يجلسون في بيوتهم أو في مدينة نصر ، وعلي الأخص بالطبع الذي ذهبوا لمدينة نصر ، وهذه قراءة لن أقول أنها قاصرة أو رديئة فقط ، بل الحقيقة ان التعبير الأدق أنها قراءة ( سخيفة ومستفزة ) ، مع ملاحظة أنني متواجد يوميا في ميدان التحرير لظروف العمل وليس للتضامن طبعا .

يمتاز قطاعا عريضا في هذا البلد يمتاز بعدة مميزات أهمها ، ضعف الذاكرة ، إنتقائيتها ، المزايدة المستمرة ، ونقول ذلك لأنه وباختصار إذا كان سبب اتهام هؤلاء لمن ذهبوا لمدينة نصر أنهم يناصرون المجلس العسكري أو يناصرون أحمد شفيق ، فعلي هؤلاء أن يتذكروا جيدا أنهم هم من أبدع قبل عام أو يزيد هتافات مثل ( يا مشير يا مشير من النهاردة انت الأمير ، وألف تحية للمشير من قلب ميدان التحرير ) ، بمعني أنه إذا كان من يهتفون للمجلس هم الفلول ، فأنتم قادة هذه الفلول هذا أولا

ثانيا كما أسلفت القول في بداية الكلام ، أنا انتخبت مرسي ، ماشي ، لكن هذا لا يعني أن هذا الاختيار كان توجه الجميع من الثوار ، أعرف ثوارا قاطعوا بالطبع ، وأعرف ثوارا انتخبوا شفيق ، ثوارا حقيقين باتوا واعتصموا خلال ثورة يناير ، أي أن انصار شفيق ليسوا فلولا كما يروج البعض ومن ذهبوا لمدينة نصر اليوم والله العظيم منهم شباب اعتصموا طوال الثمانية عشر يوما ، دواعي الأمانة تقول ذلك رغم انني ضد شفيق ، لكن هذه كانت خياراتهم وتوجهاتهم ، و المزايدة عليهم جريمة واتهامهم بالفلولية جريمة أيضا ، لأنهم أصدق من كثيرين ( والله علي ما أقول شهيد ) ، يعتصمون الآن في التحرير رغم ان بعضهم لم يجرؤوا أصلا علي المرور بجانب الميدان خلال الثمانية عشر يوما الأولي للثورة ( أقسم بالله هذا حقيقي ) .

ثالثا، علي الإخوان وهم يهاجمون المحكمة الدستورية والقضاء الآن ، أن يتذكروا جيدا هتافاتهم من 2005 إلي 2010 ( يا قضاة يا قضاة إنتو أملنا بعد الله ، ويا قضاة يا قضاة خلصونا من الطغاة ) ، الإخوان يحترمون القضاء حين يكون علي هواهم ، وحين تأتي احكام القضاء بالعكس ، فالقضاء متواطيء وعميل وفاسد قطعا

رابعا وأكرر ( انا انتخبت مرسي نكاية في شفيق ) ، ولكن هناك ملحوظة كان احمد شفيق رئيسا للوزراء حين وقعت موقعة الجمل ، وبعد ذلك أصبح عصام شرف رئيسا للوزراء حين وقعت ( موقعة ماسبيرو ) ، لماذا لا يفكر أحد في إدانة عصام شرف علي ماسبيرو وغيرها ؟ لا تفسير عندي سوي ( التعريص والانتقائية ) ، عصام شرف يغلط زي ما يغلط ما حدش يفكر يسأله رغم أنه في تقديري يتحمل أيضا مسؤولية تردي الأوضاع في كافة الاتجاهات هو ومن اتي به (أرجو أن يرد المثقفون الذين تردد أنهم هم من طرحوا اسمه علي المجلس العسكري ) ، يتحمل المسؤولية ومعه منصور العيسوي الذي لم يكن علي قدر المسؤولية وترك عصابات الداخلية ( تشتغله ) وتزيد الأمور تعقيدا طوال فترة الانتقالية .

ختاما ، خلال الأيام الماضية ، خسرت بعضا من أصدقائي بسبب عدم تصويتي لشفيق ، أحد هؤلاء كان من أصدقاء العمر ودائم الاستشهاد بي حين تحدث أي ازمة في العمل او غيره ، يستشهد بي باعتبار وعلي حد قوله دائما ( عمر حقاني ) ، هذا الشخص نفسه قطع علاقته بي بسبب تصويتي لمرسي ويعتبر أنني قمت بخيانة ( مدنية الدولة ) وبساهم في تسليم مصر لمصير إيران ، وقطعا أشعر بالحزن لخسارة بعض الأصدقاء ، والغريب انني أصلا خسرت نصف أصدقائي تقريبا الواقفين علي الجبهة الأخري من الرافضين للمجلس العسكري ، باعتبار أنني لم أتبني معهم نفس المواقف الحادة في معظم الأزمات التي حدثت ، ولكن عادي ، ما يعنيني انني لم أكتب حرفا ولم أتبني موقفا واحد دون قناعة بما تكتبه ، سواء اعجب هذا الموقف البعض أو لم يعجبهم .


وفي انتظار وصلة الشتيمة المعتادة .

4 comments:

Anonymous said...

احترم رأيك و توجهاتك والأهم هذا التحليل, وانا اؤكد لك ان معظم من انتخب شفيق كان بهدف إقصاء جماعة نعرف جميعا إنتمائتها , توجهاتها, اداء برلمانهاوتوغلهاليس فقط على على أجهزة الولة المدنية فى مصر بل ايضا الدول المحيطة فى مقابل المجلس العسكرى الذى يتكون فقط من 17 ضابط قرب على سن المعاش و ينتمى الى نظام نجحنا فى إقصائه مرة وإن جائت متأخرة و لكن إستدعاء هذه القوة مرة اخرى جميعنا الآن نعرف إنها ستحتاج لبضع ساعات. وأرجو المعذرة على الدخول الى البلوج بدون إستئذان.

alnadeem said...

أهلا وسهلا بحضرتك في أي وقت ودون استئذان طبعا
أتفهم وجهة نظرك طبعا وأقدرها وأحترمها
تحياتي لحضرتك

Anonymous said...

نجح الاسلاميون فى سرقة الثورة والثوار مند البداية حينما ادركوا ان الثورة بلا راس ... مجرد جسد فقط وطاقة هائلة نجحوا فى استثمارها لصالحهم معتمدين على ظروف كل مرحلة وقدرتهم الغير طبيعية على المرونة .. واستفادوا تماما من مصطلح الفلول باعتبارهم اعداء الثورة ... وحتى لااطيل ادلل كلامى باستدراجهم لمجموعة 65 ابريل قبل اعلان فوز مرسى وجرهم للميدان بدعوى رفض الاعلان المكمل ورفض حل البرلمان وتسليم السلطة ... ثم وبمجرد اعلان فوز د مرسى بداوا خطة الانسحاب التدريجى من الميدان بدون الاتفاق مع شركاءهم فى الميدان وانتهى الامر باخلاء الميدان .. هده هى الجماعة تظل تخرج لسانها للجميع ويظل الثوار عاملين مش واخدين بالهم
صبرى نافع

Anonymous said...

ايه رايك فى مجموعة 65 ابريل دى ... اتكتبت ازاى دى يلا هى اصلا الحركة بلا معنى
صبرى نافع