Saturday, March 12, 2011

الجزء الثاني




كنا نهتف قليلا ثم نجلس للنقاش أو نتحرك في الميدان بحثا عن الأصدقاء ،إنقطعت الاتصالات اوكادت مع ميدان التحرير ، كان المشهد بديعا حقا ،ذوبان كامل بين كافة الفصائل السياسية الفصائل كلها اندمجت لهدف واحد (إسقاط النظام ) ،شيوعيين بوفديين بناصريين ،حتي الإخوان هذا الفصيل المتحفظ الذين أعرفهم جيدا باعتبارات التاريخ القديم تخلوا عن تحفظهم واندمجوا وجالوا معنا في الميدان يدا واحدة ونحن نغني ( الجدع جدع والجبان جبان ) وغيرها ،أينما تولي وجهك تجد رمزامن رموز مصر الحقيقية نخبة الوطن بالكامل هنا
أثناء وقوفك مع الأصدقاء أتي صديق لا أذكر الآن من هو وهمس في اذنك ( سنلتقي بعد نصف ساعة لصياغة بيان بمطالب الانتفاضة في مقهي كذا، إحضر ) ، لكني لم أذهب حقيقة ، لماذا ؟ لأن الحقيقة الغريبة أنني زاهد في العمل السياسي إلي أبعد مدي ، أنا لا احب السياسة ، فقط اكره الظلم واكره حسني مبارك ونظامه بكل ما يمثله من انحطاط واحلم بعالم عادل وحياة كريمة ، لكني لا احب السياسة أبدا ولا أتخيلني قائدا جماهيريا أونائبا برلمانيا يهتف الناس باسمه قائلين (عاش موحد الأديان ) ، أحلم فقط أن اتفرغ للموسيقي والقراءة والكتابة وشكرا .
تلتقي أخيرا بصديقك تامر ابراهيم الذي كان من المفترض ان تلتقيه ظهرا ، تتجولان في الميدان وتعرفه علي الاصدقاء ، تلتقي أيضا بصديقك الوفدي محمد زارع الذي التقط لك صورة اعتقالك عام 2005 ، تمازحه قائلا ( هي كده كملت ، حسن البربري الضهر وانت بالليل يبقي هتقفش النهاردة )
تتجول مع تامر في كل أرجاء الميدان لتأمين المخارج في حال حدوث هجمة امنية ، تتفقدا مخارج ومداخل المترو ،أعتبر المترو دوما منفذا مهما في مثل هذه المواقف وهومقصدي الأول في تفادي الضربات الأمنية ،يتميز بأنه يتيح لك الاختفاء السريع من امام الأمن ،لكنه في الواقع سلاح ذو حدين ، قد تسهل محاصرتك داخله أيضا ، لم نجد سوي مخرج واحد فقط مفتوح المجاور لجامعة الدول العربية ،أثناء عبورك لتفقد المخرج الموازي له علي الرصيف الآخر تشعر انك مراقب ، تنظر خلفك إلي المدخل الذي تفقدته حالا لتجد رجل أمن في زي مدني يتفقد ما كنت تتفقده ، ينظر إليك خلسة وندرك أننا التقطنا بعضنا البعض ، تشعر ببعض التوتر وتكمل جولة الميدان ، يصعد أيمن نور وعمار علي حسن وعبد الجليل مصطفي لإلقاء بيان الجمعية الوطنية للتغيير ،يبدأون في قراءة المطالب وتبدأ كالعادة هتافات المقاطعة من البعض ، يستفزك أعلاهم صوتا في المقاطعة ،تشعر انك موعود دوما بالمخربين ، كان يردد باستفزاز ( يا زملا –ما تديهومش فرصة يسرقوا ثورتنا )، كان يقف أمامي مباشرة ، ولا أستطيع سماع شيئا بسببه ، إنفعلت عليه قائلا ، يا سيدي تبقي تكمل الثورة الأول وبعدين نشوف ، ولومش عاجبك كلامهم ما تقفش تسمعهم .
إنتهوا من قراءة البيان ، ذهب تامر لشراء أكل وسجائر وجلست في انتظاره ، اقتربت الساعة من الحادية عشر ليلا ومع ذلك وصلت دفعة جديدة من المتظاهرين بالمئات ، شباب بولاق أبو العلا وصلوا يا رجالة ، ما تفهمش دول أيه اللي اخرهم ، أكيد خناقتهم مع الأمن هناك كانت تليق بمستوي بولاق ،عاد تامر بالأكل لكنه لم يشتري سجائر ، للأسف لا يدرك غير المدخنين قيمة السجائر في مثل هذه الأوقات ، تجلسان قليلا ثم ينصرف تامر ، في حوالي الحادية عشر والنصف تضطر لترك الميدان قليلا وتذهب للبحث عن علبة سجائر ، بعد خروجك وأثناء توجهك لباب اللوق تلمح التحركات الامنية بالخارج استعدادا للهجوم ، تفكر في العودة للميدان وتتردد في ذلك ،الهواتف مقطوعة تقريبا ولاتستطيع الاتصال بأصدقائك في داخل الميدان تفكر في الخطوة التي يجب ان تتخذ الآن ، وتنفذها فورا ، لم تكن خطوة واحدة ، بل خطوات سريعةجدا إلي محطة مترو محمد نجيب .

4 comments:

Anonymous said...

لقيت السجاير المهمة لما روحت أنت تشتري ولا ولأ ؟

alnadeem said...

إشتريت سجاير
بس فعلا مش فاكر من فين ،وسط البلد ولا من جنب البيت

Anonymous said...

السجائر وشرائها حدث جوهرى ؟ !

alnadeem said...

انا مدخن شره وما اقدرش اقعد ساعتين من غير سجاير ، وطبعا شراء السجائر في هذا التوقيت كان صدفة مهمة أنقذتني من الهجوم الأمني الكاسح