Thursday, May 19, 2011

هوس



تبحث عن فكرة غير تقليدية تبقي الباب مواربا ، إعترف لنفسك ، كان من الممكن ان تغلق الباب خلفك تماما ، لكنك أبيت ،أثناء غلقه ، تركت فسحة يمر منها بعض الضوء وبعض الرحيق وبعض الأمل ، تركتها لتلقي نظرة علي عالمك إن شاءت ، وإن شئت الدقة –تركت لها فسحة لتتلصص علي عالمك ، فسحة لم تسمح لها بالدخول ولم تسمح لك بالعبور إليها فاحتفظت بكرامتك وسمحت لك أن تنظر إلي المرآة كل يوم مؤكدا لنفسك انك رجلا أغلق الباب خلفه ولم ينظرإلي الوراء أبدا
تعرف انها تتلصص وتلعب معها هذه اللعبة الشيقة ، تترك لها في الغرفة اشياء وهمية لتري في عالمك ما تريدها انت أن تراه ، تراقبها من بعيد ، تعرف متي تأتي ومتي تذهب ، بعد أن تنتهي هي من تلصصها ، تلملم أشيائك وتضع مكانها سريعا اشياء وهمية أخري حتي تعود وتتلصص عليها لتجد عالما جديدا مختلفا يجبرها علي العودة للتلصص .
لكن أشيائك ستنفذ ، قد يأتي يوم لا تجد شيئا تضعه في غرفتك ،ستأتي للتلصص في يوم ما وتجد غرفتك خاوية ثم تعاود الكرة عدة مرات لتجدها مازالت خاوية وتيأس وتنصرف عنك إلي الأبد ، ما الذي يجب عليك فعله حتي تضمن عودتها للتلصص .
الضوء المتسلل يخيفك جدا ، ينبهك لظلام غرفتك وعتمتها لتصبح مجبرا علي التطلع إلي بصيص الضوء القادم ، لماذا لا تفتح الباب قليلا ليمرالضوء بكثافة أكبر وتستنشق بعض الرحيق ؟ الخوف طبعا ، إنتظر ، لا تكرر هذه الكلمة قد تسمعك وتنتهي اللعبة بأكلمها ، في أشيائك الوهمية تترك لها دوما مايؤكد انك رجل شجاع لا يعرف الخوف ، لماذا لا تسمح لنصف ضوء ان يمر ؟ لأن نصف ضوء لا يكفي ، نصف ضوء لا يشبع غرورك ويمحو كرامتك ويسحقها سحقا ، نصف ضوء أيضا سينهي لعبة التلصص ، ستري أشيائك بوضوح وتدرك انك كنت تمارس هوايتك الأثيرة في الخداع والمراوغة ، نصف الضوء سيقضي علي ساديتك في اللعبة ،سيقتل مازوخيتها التي تجبرها علي العودة ، نصف الضوء سينهي سر استمرار اللعبة –رجل مراوغ وفتاة مراوغة ، رجل واثق وسادي بالفطرة ، وفتاة مهووسة بذاتها أيضا ومازوخية بالضرورة .
حسنا لا مفر ، عليك الآن أن تغامر ، إما ان تغلق الباب أو تفتحه أو تسمح بمرور نصف ضوء ، أو تتركه مواربا هكذا ، مواربا ! هل انتبهت ان هذه هي المغامرة ذاتها ، مواربة الباب تعني ان تستمر إلي الأبد في اللعبة مضحيا بعمرك ومبعثرا أيامك في الترقب والتلصص والأمل، غلقه أيضا مغامرة كبري قد لاتستطيع فتحه مجددا وتفقد حتي الضوء الخافت الذي يصلك من خلف الباب ، حسنا تغامر بفتح الباب قليلا ليمر منه نصف العطر ؟نصف العطر يمر معه نصف الضوء وسيكشف حتماَ ألعابك واكاذيبك ، ضوء كامل ؟ سيغشي عينك وقد لا تقدر علي تحمله ، لا مفر من المغامرة ، أي اتجاه ستسير ، أنت تحب المغامرة عموما ، وتفكيرك هذا يؤكد ذلك ،ويؤكد ايضا انك كالعادة كاذب جدا ومراوغ إلي أبعد مدي ولا علاقة لك بالمغامرة لأن المغامر يغامر و لا يفكر

2 comments:

Anonymous said...

السلام عليكم
سعدنا بقراءة هذه الكلمات التى ذكر فيها "تلصص " وهى ان لم تخنى الذاكرة رواية لصنع الله ابراهيم وهى فى سياقها الادبى وتراكيب جملها تشبه ما كتبت يمينك او يداك إن شئت الدقة .

اولاً : ما معنى مازوخية ؟

وأخيراً اهدى لك كلمات لاحمد مطر "لا تهاجر

كل ما حولك غادر

لا تدع نفسك تدري بنواياك الدفينة

وعلى نفسك من نفسك حاذر

هذه الصحراء ماعادت أمينة

هذه الصحراء في صحرائها الكبرى سجينة

حولها ألف سفينة

وعلى أنفاسها مليون طائر

ترصد الجهر وما يخفى بأعماق الضمائر

وعلى باب المدينة

وقفت خمسون قينة

حسبما تقضي الأوامر

تضرب الدف وتشدو: " أنت مجنون وساحر"

لا تهاجر

أين تمضي ؟

رقم الناقة معروف ، وأوصافك في كل المخافر

وكلاب الريح تجري ولدى الرمل أوامر

أن يماشيك لكي يرفع بصمات الحوافر

خفف الوطء قليلا ، فأديم الأرض من هذي العساكر

لا تهاجر

اخف إيمانك ، فالإيمان ــ أستغفرهم ــ إحدى الكبائر

لا تقل إنك ذاكر

لا تقل إنك شاعر

تب فإن الشعر فحشاء وجرح للمشاعر

أنت أمي، فلا تقرأ، ولا تكتب ولا تحمل يراعا أو دفاتر

سوف يلقونك في الحبس، ولن يطبع آياتك ناشر

إمض إن شئت وحيدا، لا تسل أين الرجال

كل أصحابك رهن الإعتقال

فالذي نام بمأواك أجير متآمر

ورفيق الدرب جاسوس عميل للدوائر

وابن من نامت على جمر الرمال في سبيل الله: كافر

ندموا من غير ضغط

وأقروا بالضلال

رفعت أسماؤهم فوق المحاضر

وهوت أجسادهم تحت الحبال

إمض إن شئت وحيدا ، أنت مقتول على أية حال

سترى غارا ، فلا تمش أمامه

ذلك الغار كمين ، يختفي حين تفوت

وترى لغما على شكل حمامة

وترى آلة تسجيل على هيئة بيت العنكبوت

تلقط الكلمة حتى في السكوت

ابتعد عنه ولا تدخل وإلا ستموت

قبل أن يلقي عليك القبض فرسان العشائر

أنت مطلوب على كل المحاور

لا تهاجر

اركب الناقة واشحن ألف طن

قف كما أنت ورتل آية النسف(1) على رأس الوثن

إنهم قد جنحوا للسلم فاجنح للذخائر

ليعود الوطن المنفي منصورا إلى أرض الوطن ."



وإلى ان يعود الوطن استودعكم الله فى اللا وطن

alnadeem said...

الأستاذ الفاضل
أشكرك علي كلمات احمد مطر اولا
وفعلا استاذنا الكبير صنع الله إبراهيم له رواية إسمها التلصص لكني لم أقرأها حتي الآن
المازوخي هو الشخص الذي يتلذذ بتعذيب الآخرين له
شكرا علي قراءتك واهتمامك